تربية الكلاب

تعد رؤية الكلب واضعًا ذيله بين ساقيه، فيما يسمى بانحناءة الاعتذار، إنذارًا مبكرًا على بعض المتاعب المنتظرة في داخل المنزل، وبالإضافة إلى كونه سلوك بسيط للاعتذار، إلا أنه موروث من أسلاف الذئب لضمان عدم التعرض للرفض داخل الأسرة.
 
ويعتبر هذا السلوك سلوكًا تطوريًا في الأيام التي سبقت تربية الكلاب، وفقًا لعالم الأحياء الدكتور ناثان لينتس، الأستاذ في جامعة مدينة نيويورك، وبالنسبة لمجموعة الذئاب، فالحيوانات التي تكسر القواعد تتعرض للرفض نتيجة هذا السلوك، مشيرًا إلى أن التجنب أو الرفض أو العزلة يعد شعورًا مؤلمًا بالنسبة لهم، حيث يؤثر على الاندماج الكامل، وانتقل هذا السلوك إلى الكلاب، وتبنته لتجنب أن يصبحوا منبوذين داخل المجموعة.


 
وأفاد الدكتور لينتس، في مقال نشر على موقع Psychology Today: "في حين أنه ربما يبدو عملًا تافهًا إلا أنه ينخرط في العديد من السلوكيات الاجتماعية المتطورة إلى حد ما، وفي الذئاب يبدأ الصغار في عرض مفهوم انحناءة الاعتذار مع البدء في الاندماج الاجتماعي، وورثت الكلاب هذا السلوك وتستخدمه بعد ارتكاب أي نوع من المخالفة التي تعرضهم للعقاب".
 
وأظهرت الأبحاث السابقة، أن الكلاب ليست صادقة ومطيعة كما نتصور عنهم، فربما نعتقد أننا نسيطر عليهم، لكن الأبحاث الجديدة أظهرت أن الكلاب يمكن أن تكون مخادعة للغاية، لا سيما إذا انطوى الأمر على حصولهم على نقانق إضافية، ووجد العلماء أن الكلاب يمكن أن تكون مخادعة وتتلاعب من أجل الحصول على ما يريدون من البشر.
 
ومن جانبها، قررت ماريان هيبرلين من جامعة زيوريخ في سويسرا، دراسة مدى خداع الكلب من خلال مراقبة كلبها المزعج، ولاحظت أن كلابها تخدع بعضها البعض، مثلًا عن طريق الاستيقاظ والتظاهر بأن هناك شيء مثير للاهتمام للذهاب إلى الحديقة من أجل الحصول على مكان النوم الرئيسي لكلب آخر، وأرادت دراسة ما إذا كانت الكلاب قادرة على خداع البشر أيضًا.
 
وكشف البحث، أن الكلاب تتعمد أن تكون هادئة إذا ما كان ذلك يعني أنها ستحصل على النقانق كمكافأة، كما يمكنها التعرف على الأكثر عرضة لإعطائهم بعض النقانق، وأضافت هيبرلين أن الحيوانات الأخرى مثل القرود غالبًا ما تحتاج إلى عشرات التكرارات لتعلم دروس مماثلة.
 
 وتبين الدراسة، أن الكلاب قادرة على التمييز بين الشركاء التنافسيين والتعاونيين والذين سيعطونهم النقانق والذين لن يعطونهم النقانق، ويشير ذلك إلى قدرة الكلاب على الخداع التكتيكي وتعديل سلوكهم بناءً على من يتعاملون معه.