طائر البلبل

يزور طائر البلبل تركيا سنويًا منذ 7 سنوات، قادمًا من مناطق في وسط قارة أفريقيا مع بدايات فصل الصيف، في ظاهرة رصدها باحثون مهتمون بشؤون البيئة.وتبين للباحثين أن البلبل الأفريقي يبلغ من العمر 8 سنوات، ويعيش لمدة 7 أشهر في العام بأفريقيا، ويتوجه بعد ذلك في رحلة لمسافة آلاف الكيلومترات مع بداية فصل الصيف إلى الشمال من أجل التكاثر.وبسبب التغيرات المناخية التي تشهدها الكرة الأرضية اتخذ طائر البلبل من تركيا موطناً له في موسم التكاثر.

ويجري باحثون في فريق بكلية العلوم في جامعة أنقرة وكلية الآداب والعلوم بجامعة "الشرق الأوسط" في أنقرة مع خبراء في شؤون الغابات والموارد المائية، دراسات مكثفة على حركة الطيور المهاجرة، وأقاموا محطة في منطقة "بحيرة آمير" قرب العاصمة أنقرة، لدراسة الطيور المهاجرة، حيث تمكنوا من وضع أساور لـ330 طائراً من 31 نوعاً لتسجيل حركتها وأوزانها وطول أجنحتها بهدف دراسة تأثيرات ظاهرة الاحتباس الحراري على حركة الطيور ودروب هجرتها ومعيشتها وتكاثرها عن طريق أخذ عينات من الخريطة الوراثية للطيور ودراستها وتحليلها.

وركز الفريق بحثه بشكل مكثف على طائر البلبل الأفريقي الزائر الدائم لتركيا، حيث اكتشفوا من خلال السوار الذي وضعوه له عام 2011، أنّه زار تركيا 7 مرات في الأعوام السبعة الماضية قادما من أفريقيا.وتستضيف ولاية كونيا في وسط تركيا أنواعًا متعددة من الطيور المهاجرة، حيث تتوفر لها الظروف المناسبة في منطقة بحيرة "بيشهير"، وحيث تتوافد أعداد كبيرة من طيور اللقلق، قادمة من أفريقيا في فصل الربيع لتضع بيضها وتنتظر أن يفقس ومن ثم ترعى طيورها الصغيرة حتى يشتدّ عودها وتصبح قادرة على خوض رحلة الهجرة مجدداً بصحبتها.

وتستقر الطيور في مستوطنتي وادي اللقالق وتل اللقالق على ضفاف بحيرة بيشهير، وهما المستوطنتان الأكبر للقالق في تركيا، وتجتذب اللقالق أعدادًا كبيرة من محبي الطبيعة وهواة التصوير، لمشاهدتها وتصويرها في بيئتها الطبيعية. اللقلق هو طائر من الطيور المهاجرة كبيرة الحجم ذات الأرجل الطويلة والأجنحة الواسعة وتستطيع الطيران على ارتفاعات عالية وتنتشر في معظم أنحاء العالم.

وتعتبر بحيرة وأن في ولاية وأن شرق تركيا استراحة لعشرات الأنواع من الطيور التي تهاجر من المنطقة الاستوائية إلى المناطق الباردة في النصف الشمالي من الكرة الأرضية.وتعتبر منطقة الشرق الأوسط وغرب البحر المتوسط وأفريقيا أحد مواطن هذه الطيور التي تضطر للهجرة في بعض أوقات العام بسبب تغيرات المناخ أو انخفاض مستوى المياه في مكان إقامتها، بحثاً عن العشب والماء والطقس الدافئ.