الصراصير

يُواجه المزارعون في غرب الولايات المتحدة الأميركية آفة زاحفة كل ثمانية أعوام أو ما يقرب من ذلك، وهذه الآفة تكون عبارة عن أسراب من الحشرات المفترسة التي قد تُهلك المحاصيل وتؤدي إلى العديد من حوداث السيارات.

ويقول الخبراء إن هذا العام يشهد زيادة في نوع من أنواع الحشرات المفترسة والتي تُسمى صراصير المورمون، ويبلغ طولها نحو 5 سنتيمترات، وهي حشرة تنتمي لمجموعة الجنادب الأميركية والجنادب طويلة القرون ولها أثر مدمر على الحقول والحبوب والمحاصيل، وتعيش في غربي الولايات المتحدة الأميركية وشرقًا حتى ولاية تكساس.

وصرّحت هيئة الفحص الصحي للحيوان والنبات التابعة لوزارة الزراعة في الولايات المتحدة بأن "أسراب صراصير المورمون تزداد بشكل ملحوظ" في الأراضي الاتحادية جنوب غرب ولاية إيداهو.

وقال أبي بويل، المتحدث الرسمي للهيئة: "لا يوجد تفسير واضح لزيادة أعداد صراصير المورمون هذا العام، ونعلم أن الأعداد دورية فقد شهدنا في ولاية إيداهو في بضعة مواقع بها الأعداد تصل إلى 70 صرصارا في كل ياردة مربعة".

وقال مسؤول حكومي في الولاية: "تبدأ هذه الحشرة بضر المحاصيل والمراعي عندما يبلغ عددها 8 حشرات في كل ياردة مربعة".

وكشفت الوكالة الفيدرالية أن "هذه الحشرات عبارة عن جنادب أميركية، تتمركز حول ولاية وينيموكا ونيفادا وانتشرت في جميع أنحاء ولاية أوريغون وواشنطن ومونتانا ووايومنغ وأريزونا وكولورادو".

وشرع سكان بلدة شمال وسط ولاية أوريغون في معالجة هذا الأمر في حزيران/يونيو، ويسعون جاهدين لحماية المحاصيل الزراعية والحدائق الخضراء، في محاولة لمنع الحشرات من غزو البيوت عن طريق النوافذ والأبواب المفتوحة، إذ إن أسراب هذه الحشرات الخارجة عن السيطرة تعني وبكل تأكيد خسائر اقتصادية فادحة للدولة.

وأُعلن عن حالات طوارئ في بعض مقاطعات ولاية إيداهو وولاية نيفادا في عام 2003، نظرًا للأضرار التي تسبب فيها هذا النوع من الحشرات، وبعض الأضرار في المحاصيل الزراعية بولاية يوتا والذي يبلغ قدرها 25 مليون دولار عام 2001.

وتعاون كل من الشرطة وموظفي المرور على منعها من عبور الطرق، إذ بإمكانها أن تجعل الرصف كالجليد عند سحقها، وقال شيلدون كيلي، ضابط في شرطة ولاية إيداهو: "لا يعلم معظم الناس أن هذه الحشرات على الطرق حتى تكاد سيارتهم تقوم بسحقها، مما يؤدي إلى تحول الحشرات إلى بقع زيتية مكونة من جليد على الطرق وتسبب الحوادث، إذ قال بعض السائقين إنهم يبطئون عندما يبلغون الرصف كما لو كانوا على طرق جليدية".

وتعمل الشرطة مع مسؤولي النقل والمواصلات لنشر الإنذارات، إذا لزم الأمر وأُعيقت جثث حشرات المورون الطرق.

وقال لايود نايت، مسؤول قسم بوزارة الزراعة في ولاية إيداهو: "كنت آمل أن تحدّ العواصف الثلجية في الشتاء الماضي من أعدادهم. إذ يمكن أن تضع أنثى هذه الحشرات ما يفوق 100 بيضة كل صيف والذي يفقس بطبيعته في موسم الربيع الذي يتلوه، ولكن كما اتضح الأمر، قد ساعد الغطاء الثلجي على حماية البيض".

وأضاف: "تلقت الإدارة هذا العام أكثر من 100 شكوى عن هذه الحشرات، ولا تزال هذه ضمن المعايير المتوقعة للمنطقة".

وقال مسؤولو ولاية نيفادا: "لقد شهدنا زيادة في أعداد هذه الحشرات هذا العام ولكن ليست أعدادًا ضخمة حتى الآن، إذ توقعنا أعدادًا أكبر من ذلك".​