الحياة الاجتماعية لقرود الكبوشي

أشار تقرير نشرته "الديلي ميل" البريطانية، تناول السلوك الاجتماعي المختلف لقرود الكبوشي، وهي أحد القرود المستأنسة والتي تعرضت لإنخفاض كبير في أعدادها، نظرًا لتدمير العوائل، والإفراط في الصيد بشكل كبير من قبل السكان المحليين للحصول على لحومهم ولتجارة الحيوانات الأليفة والبحث العلمي، إلى أنه حتى الآن، لم يتم إدراجهم من حيث الأنواع المهددة بالانقراض .
 
وتعد قرود الكبوشي حيوانات ذكية جدًا، تستطيع استخدام مختلف الأدوات "العصي والفروع والحجارة" لفتح القذائف والمكسرات والبذور الصلبة، وأضاف التقرير أن قرود الكبوشي يقضون معظم حياتهم في رؤوس الأشجار للعثور على الطعام ولتجنب الحيوانات المفترسة.
 
ووجدت دراسة جديدة أن  بعض قرود الكبوشي ذات الوجه الأبيض تقبض بأصابعها أعين أصدقائها، والبعض الآخر يستخدم أجزاء من جسم آخر لقتل عدو، في إشارة إلى السلوك العدواني الذي اكتسبه القرد، ومن خلال الدراسة بدى أن كبار العمر، من الكبوشي من الممكن أن يقوموا باختراع المزيد من أنواع جديدة من السلوكيات الاجتماعية، وكثير منها يبدو بأنه يقوم باختبارات الصداقة، ومع ذلك، ابتكرت القرود الأصغر عمرًا سلوك في فئات مختلفة.
 
وقال الباحثون، إن دراسة الابتكارات السلوكية مهمة لأن التغيير الثقافي يحدث في الغالب عندما يتم إدخال الأنشطة الجديدة والتقاطها من قبل المزيد من أفراد المجتمع، فقرود الكبوشي تعيش في مجموعات، تتألف من 10-20 حيوانًا، الذكر هو المهيمن على المجموعة، ويحتاج الزعيم للدفاع عن أراضيهم وحماية أعضاء المجموعة من الحيوانات المفترسة ومن قرود الكبوشي الأخرى.
 
من ناحية أخرى، الزعيم هو الأول في التزاوج والأكلK.وعلى الرغم من تزاوج قرود الكبوشي في كل الأوقات، إلا أن معظم الولادات تحدث في نهاية موسم الجفاف وفي بداية موسم الأمطار، من ديسمبر .-أبريل، وتستمر فترة حمل الأناث ما بين 157-167 يومًا وينتهي بصغير واحد، والأم هي التي تعني بصغيرها.
 
ولاحظت الدراسة، بقيادة الدكتور سوزان بيري، أستاذ جامعة الأنثروبولوجيا السلوكيات التي تنطوي على الألعاب، وطرق جديدة للتفاعل مع الرضع، وأشكال جديدة من التفاعل الجنسي بين قرود الكبوشي التي لديها هياكل معقدة، على المدى الطويل، مما يجعلها موضوعًا للفضول للملاحظة العلمية. 


 
وذكر فريق البحث في مركز يركس للأبحاث في جامعة إيموري في أتلانتا، أن الاختبارات التي أجريت على قرود من فصيلة الكبوشي أظهرت أنها اختارت دومًا مشاركة طعامها مع قرد آخر إذا كان لها الخيار، وخلص الباحثون إلى أن ذلك يشير إلى قدرة القرود على الشعور بالتعاطف. 
 
وأوضح فرانس دو وال، مدير مركز الروابط الحية في يركس، في بيان الإثنين، "يبدو أن القرود تهتم بسعادة من تعرفهم"، وأجرى فريقه اختبارات على إناث الكبوشي في ثمانية أزواج، وفي تقرير نشر في دورية أحداث الأكاديمية الوطنية للعلوم كتب فريق دو وال أن القرود "المشاركة في الاختبار فضلت بشكل منهجي اختيار المنفعة العامة شريطة أن يكون شريكها إما مألوفًا أو مرئيًا أو حاصل على مكافأة متساوية."
 
وأكد دو وال: "حقيقة أن قرود الكبوشي انتقت بصورة غالبة اختيار المنفعة العامة يعني بالتأكيد أن رؤية قرد آخر يتلقى الطعام هو بمثابة إرضاء أو مكافأة لها"، مضيفًا "نعتقد أن سلوك المنفعة العامة يقوم على التعاطف، فالتعاطف يزيد لدى كل من البشر والحيوان مع التقارب الاجتماعي، وفي دراستنا اتخذ الشركاء الأكثر تقاربًا مزيدًا من اختيارات المنفعة العامة." 
 
ويعتزم فريق دو وال في المرحلة المقبلة بحث ما إذا كان العطاء يمثل مكافأة لقرود الكبوشي، لأن بوسعها تناول الطعام سويًا أم لأن القرود ببساطة تحب رؤية قرد آخر يستمتع بالطعام، وأشار الباحثون إلى أن "قرود الكبوشي تتشارك في الطعام بعفوية في كل من البيئة الطبيعية والأسر وبشكل عام تجلس بجوار بعضها البعض أثناء تناول الطعام." 
 
ولم يكن من الممكن التوصل إلى نتائج بشأن تلك الابتكارات السلوكية دون دراسة الدكتور بيري التي دامت 27 عامًا، لدراسة الرئيسيات في مشروع لوماس باربودال منكي بالقرب من ليبيريا، كوستاريكا، وقد قام فريق البحث بجمع البيانات على مدار العام في الغابات الجافة الاستوائية، وتتبع 234 من القرود في 10 مجموعات اجتماعية من خلال تسجيل 250 نوعًا مختلفة من الأنواع - السلوكيات النموذجية.
 
وحولت الباحثة كل سلوكيات جديدة إلى نقطة بيانات للنمذجة الإحصائية، واستندت بياناتها لتلك الدراسة على 10 أعوام من البحث، وفي عام 2001، أضفت إلى بروتوكول جمع البيانات الأساسية ممارسة تسجيل وصف تفصيلي لأي سلوك لم يسبق له مثيل"، وباستخدام هذا البروتوكول، كان الدكتور بيري قادرًا على معرفة ما هي السلوكيات الجديدة، إذا انتشرت في جميع أنحاء المجموعة، على الرغم من أن الدراسة وجدت أن القرود الأكبر سنًا أفضل في اختراع سلوكيات التفاعل الاجتماعي، إلا أنها وجدت أيضًا أن القرود الأصغر عمرًا يبتكرون سلوكيات من فئات مختلفة، ولأن الابتكارات الحقيقية نادرة، ساعد بروتوكول الدكتور بيري على توحيد عملية تدوين الملاحظات عبر فرقها والتخفيف من بعض التحيز الطبيعي الملحوظ، قائلًا: "ربما يكون هذا أفضل مجموعة بيانات عن معدلات الابتكار في الرئيسيات في سياق طبيعي".
 
ورتب الباحثون السلوكيات إلى أربع فئات: الاجتماعية، والعلاجية، والتوجيه الذاتي والتحقيق، وتتبع الفريق 187 ابتكارًا، كان 127 منها سلوكًا فريدًا، و80 في المائة كانت إجراءات لمرة واحدة لم يكررها القرد أبدًا أو نقلها إلى الآخرين. 

وكانت معظم الابتكارات التحقيقية "42.5 في المائة"، تليها الاجتماعية "37 في المائة"، والعلاجية "13.4 في المائة"، والتوجيه الذاتي "7.1 في المائة"، وفي دراسة أخرى، برئاسة الدكتور بريندان باريت، وهو طالب دراسات عليا، قام فريق بتوثيق كيفية فتح مجموعة من الكبوشيين  ثمرة شجرة بنما، فبعض الحيوانات القديمة كانت على دراية بالفواكه التي تحتوي على بذور محمية بقشرة صلبة مبطنة، وبعضها لم يكن كذلك، ووجد الباحثون أن معظم القرود اعتمدت التقنية الأكثر فعالية لفتح الفاكهة.