الشاب السعودي أحمد مساوي

لم يتمكن الشاب السعودي أحمد مساوي من الابتعاد عن تحقيق حلمه الذي راوده منذ عمر التاسعة بأن يكون طاهي طعام من خلال تقمصه منذ الصغر دور صانع وبائع شاورما، كان يجهزها بمناديل وأوراق، يلفها على شكل ساندويتشات طعام.. بل بقي هذا الحلم مرافقًا له في جميع محطات حياته العملية المختلفة التي توَّجها بتحقيقه صاحب أول فكرة عربة فود تراك، وأفضل طاهي طعام، حاصدًا العديد من الجوائز في هذا المجال.

قصة النجاح هذه يروي تفاصيلها بطلها "مساوي" عبر برنامج "كفو" الذي تعرضه قناة SBC، والذي خصص فيلمًا وثائقيًّا عنه.. ويقول "مساوي": قصتي بدأت منذ الصغر؛ إذ كنت أحلم بأن أكون طاهي طعام، وكنت أتقمص دور صانع الشاورما من خلال الأوراق التي أضع بداخلها المناديل "الفاين" على شكل ساندويتشات. ولكن من المواقف التي تمثل الانطلاقة بالنسبة لي عندما كان عمري 9 سنوات؛ إذ دخلت المطبخ لتجهيز مكرونة بالبشميل، ووضعت عليها الدجاج، وبعد الانتهاء منها قدمتها على سفرة الطعام، وكان الوالد (يتغدى)، وانتابه حالة استغراب من شكل الصحن المميز، وعندما تذوق الطعم وأخذت رأيه قال لي "ممتازة"، وعندما أخبرته بأنني من صنعها لم يصدق في البداية، وبعد ذلك فعلاً اقتنع بأنني من عملها. وهذه اللحظة كانت بالنسبة لي لحظة انطلاق وحب وشغف؛ كوني شاهدت السعادة في عيون والدي؛ فقررت بعدها أن أدخل في هذا المجال؛ لأنني أكون سعيدًا جدًّا عندما ألاحظ السعادة في عيون الناس عن طريق طبخات ووصفات كنت أقدمها.

وأضاف: لكن المجتمع في ذلك الوقت لم يكن متقبلاً موضوع أن رجلاً يعمل طباخًا؛ ما اضطرني إلى أن أتجه إلى مسار آخر، هو المبيعات وخدمة العملاء والتسويق، وبدأت حياتي الوظيفية براتب 1250 ريالاً في الغرفة التجارية الصناعية بمكة، وبعدها عملت 4 أو 5 سنوات في وزارة الحج براتب 3 آلاف ريال، وتدرجت، واشتغلت بشركات عالمية كبيرة، ووصلت لمناصب كبيرة، وحققت شغفي، وأصبحت راضيًا عن نفسي، لكن كان هناك شعور في داخلي بأن هناك حاجة أفتقدها، هي (تحقيق الذات)؛ فقررت التوجه إلى تحقيق الذات الذي أجده في مجال الطبخ.

ويتابع: من العلامات الفارقة التي كانت في مجال عملي أنني في إحدى المرات قمت بإرسال تقييم لأحد حسابات المطاعم في جدة، وتجاوب معي، وهنا كانت بداية دخولي السوشيال ميديا؛ ما دفعني للتحمس للدخول في مجال تقييم الطعام. ولكن المشكلة والسؤال الذي كان يراودني: كيف أحدد آليات تقييم الطعام؟ وهنا بدأت رحلة البحث عن الآليات التي نبني عليها تقييم الطعام، ولم أجد أي شيء في الإنترنت والكتب؛ ولذلك قررت أن أبدأ بكتابة كتاب، أضع فيه الأسس العلمية لتذوُّق وتقييم الطعام. وتوقعت أن الكتاب يأخذ فترة 4 أشهر، ويصل إلى 150 صفحة، ولكن ما حصل أنه أخذ من عمري سنتين ما بين سفر ودراسة ودورات ومقابلات مع شخصيات متخصصة في المجال من أنحاء العالم كافة، ووصل إلى 450 صفحة، ولم أنتهِ بعد.

وعن رحلة البحث عن الذات يسرد مساوي قائلاً: أخذت بيني وبين نفسي سنة كاملة في رحلة البحث عن الذات للخروج بأفكار جديدة غير تقليدية، فكانت عربات "فود تراك" إحداها؛ إذ كانت ممنوعة وقتها، ولا يوجد نظام ينظم آلية العمل؛ فقمنا بإنشاء (هاشتاق) على تويتر، شاهده مساعد الأمين في أمانة محافظة جدة؛ وتواصل معي على الخاص، ودعانا لاجتماع، وأخذنا موافقة مبدئية بأن يكون هناك تنظيم، وبدأنا بأول فود تراك مرخصة بالسعودية، وكانت فاتحة خير على أناس كُثُر؛ إذ تبنت أمانة المناطق الموضوع.

وختم حديثه: أنا مؤمن تمامًا بأن العلم لا يتوقف في أي حال من الأحوال.. وسوف أستمر في البحث ومتابعة أي دورات في مجالي.. والقراءة بالنسبة لي شغف مستمر ولله الحمد.

يُذكر أن برنامج "كفو" رمضاني، ويُعرض على قناة SBC، ويسلط الضوء على تجارب إيجابية وملهمة لشخصيات سعودية شابة.