المهندس محسن علي باصرة

تفاجئت الأوساط السياسية والإعلامية، الثلاثاء، بإعلان رئيس فرع حزب الإصلاح في محافظة حضرموت، المهندس محسن علي باصرة، مباركته بانضمام محافظ حضرموت، اللواء الركن أحمد سعيد بن بريك، للمجلس الانتقالي الجنوبي، في منشور له عبر صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، عبَّر خلاله عن انسجامه التام مع قيادة المحافظة السياسية والعسكرية، المتمثلة بقيادة بن بريك، وتمسكه بها.
 
ودافع باصره في منشوره عن نفسه، من بيان متداول، صادر عن حلف حضرموت في الهضبة والساحل الذي يترأسه، يحمل مضمونًا تحريضيًا ضد بن بريك، على خلفيه انضمامه وتأييده للمجلس الانتقالي الجنوبي، مشيرًا إلى أن البيان المنسوب له مزور، ولم يصدر عنه.
 
وترك منشور باصرة ردود فعل متعددة بين الناشطين الصحافيين، الذين أبدى معظمهم حالة استغراب، من موقفه المخالف لتوجهات الحزب والجماعة من المجلس الانتقالي الجنوبي، لا سيما وأن الأخير يتلقى هجمه إعلامية شرسه، من وسائل إعلامية محسوبة على الإصلاح.
 
واتهم الناشطون، باصره، بمحاولة كسب ود بن بريك، الذي تسيطر قواته على أجزاء كبيرة من حضرموت، بغرض الحصول على فرصه تجعله مقربًا من المجلس الانتقالي، بهدف الانضمام إليه، للتأثير على قرارات المجلس الانتقالي أو تحييد مهامه، بما يخدم مصالح حزب الإصلاح، وأجندة الجماعة، مشيرين إلى أن الإصلاحيين يلجأون إلى هذه الطريقة، لشق الصف في كل المراحل التي تنجح فيها قوى الحراك الجنوبي، في توحيد رؤيتها السياسية وقيادتها.
 
وأضاف أحد الناشطين: "باصرة لديه مواقف مشابه في الأعوام الماضية، كان خلالها مقربًا من بعض قوى الحراك الجنوبي في حضرموت، وأعلن في أكثر من موقف، تأييده لحق الجنوبيين، في تقرير مصيرهم، وكانت تصريحاته تشير إلى أنه معارض لقمعية النظام السابق، بحق نشطاء الحراك، وعلى الواقع تكفل بالفعل، بعلاج بعض جرحى المسيرات المطالبة باستقلال الجنوب، إلا ان معظم قوى الحراك التي كان باصره مؤثرًا عليها، لم تحقق أي مكاسب سياسية، نحو قضية الجنوب، وعانت من خلافات وانشقاقات أدت إلى انتهاء بعضها".
 
ووفقًا لمراقبين، فإن رموز الإصلاح في حضرموت، حاولوا عدم إظهار أي عداء للمحافظ بن بريك الذي يتمتع بشعبية كبيره بين أوساط الحضارم، وتخفت خلف ستار الانتماء للمحافظة وتظاهرت بنزع الانتماء السياسي، حرصًا لمصلحة المحافظة العليا، ولجأءت للتودد لبن بريك وقوات النخبة الحضرمية، باعتباره من المواليين للقوات الإماراتية، التي امتلكت وثائق كشفت تورط عدد من قيادات الإصلاح في عمليات مشبوهة مع تنظيم القاعدة خلال سيطرته على ساحل حضرموت.
 
وأكد مراقبون، بأنه في الوقت الذي تحاول قيادات الإصلاح في حضرموت والمناطق الجنوبية، التقرب من قيادات المجلس الانتقالي، تهاجم قيادات الإصلاح في الخارج أو في مناطق يمنية أخرى ليست خاضعة لسيطرة القوات الجنوبية، المجلس الانتقالي الجنوبي، وتصفه بالمتمرد على الشرعية اليمنية.
 
ويمنح المجلس الانتقالي الجنوبي، للجنوبيين، الانفراد في القرار السياسي والعسكري والإداري، عن الحكومة اليمنية، والرئيس هادي، ما يعطيهم فرصة في الاستقلال، وإقامة إقليم جنوبي موحد، أو إقامة دولة جنوبية، وأعلن عن تشكيل المجلس الانتقالي الجنوبي، بناءً على التفويض الذي منحه معظم الجنوبيين، وقوى الحراك الجنوبي والمقاومة الجنوبية، الذين خرجوا للاحتشاد في 4 مايو الجاري في مليونية عرفت بـ "إعلان عدن التاريخي" لمحافظ عدن السابق عيدروس الزبيدي، وجاءت هذه المليونية، رفضًا لقرارات الرئيس هادي في إقالة الزبيدي ووزير الدولة هاني بن بريك، المنتميان للمقاومة الجنوبية، عن مناصبهما في الحكومة الشرعية، بناءً على ضغوطات من نائب الرئيس هادي، الجنرال "علي محسن الأحمر"، وحزب الإصلاح.