الملك سلمان بن عبدالعزيزمع الرئيس الروسي

عقد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود عاهل المملكة العربية السعودية، والرئيس فلاديمير بوتين اليوم جلسة مباحثات رسمية في قصر الكرملين بالعاصمة الروسية موسكو.

وأشاد خادم الحرمين الشريفين في كلمة ألقاها خلال جلسة المباحثات، بما تتسم به العلاقات السعودية الروسية من توافق في العديد من القضايا الإقليمية والدولية، والتنسيق المستمر في كل ما من شأنه تعزيز الأمن والازدهار في البلدين وخدمة الأمن والسلم الدوليين.

وأكد حرص المملكة على استمرار التعاون الإيجابي بين البلدين لتحقيق استقرار الأسواق العالمية للنفط خدمة لنمو الاقتصاد العالمي.وقال العاهل السعودي: إن هناك قناعة تامة بأن هناك فرصاً كبيرة تسهم في تنويع وتوسيع قاعدة التعاون الاقتصادي بين البلدين، وإيجاد أرضية اقتصادية وتجارية واستثمارية قادرة على زيادة استغلال وتقوية الميزات النسبية لصالح البلدين، ودفع عجلة التبادل التجاري بكل محاوره وفقاً لرؤية المملكة 2030.


ودعا العاهل السعودي المجتمع الدولي إلى تكثيف الجهود لمكافحة التطرف ومحاربة الإرهاب وتجفيف منابع تمويله، وقال إن المملكة استشعارا منها لما يمثله الإرهاب والتطرف من خطورة عظمى على أمن واستقرار الدول والشعوب؛ فقد دعت إلى تأسيس مركز دولي لمكافحة الإرهاب في الأمم المتحدة وتبرعت بمبلغ 110 ملايين دولار.

وأضاف: كما عملت المملكة على تأسيس التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب الذي يضم 41 دولة إسلامية وتأسيس المركز العالمي لمكافحة الفكر المتطرف في الرياض.وشدد العاهل السعودي على ضرورة إنهاء معاناة الشعب الفلسطيني، وأن تكون مبادرة السلام العربية وقرارات الشرعية الدولية المرجعية للوصول إلى سلام شامل وعادل ودائم يكفل حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس.

كما شدد على أن أمن واستقرار منطقة الخليج والشرق الأوسط ضرورة قصوى لتحقيق الأمن والاستقرار العالمي، مما يستوجب التزام إيران بالكف عن تدخلاتها في شؤون دول المنطقة، وزعزعة الأمن والاستقرار فيها.

وأكد خادم الحرمين الشريفين أهمية الحل السياسي للأزمة اليمنية وفقاً للمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ونتائج الحوار الوطني اليمني، وقرار مجلس الأمن رقم (2216)، وبما يحفظ لليمن وحدته ويحقق أمنه واستقراره.

وبخصوص الأزمة السورية، دعا العاهل السعودي إلى العمل على إنهائها وفقاً لمقررات جنيف (1) وقرار مجلس الأمن رقم (2254)، وإيجاد حل سياسي يضمن تحقيق الأمن والاستقرار، ويحفظ وحدة سوريا وسلامة أراضيها.

وشدد على أهمية الحفاظ على وحدة العراق وسلامة أراضيه وتوحيد جبهته الداخلية لمحاربة الإرهاب.
ودعا خادم الحرمين الشريفين المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته فيما يخص مشكلة مسلمي الروهينغا وإيجاد حل يحميهم من أعمال العنف والانتهاكات التي يتعرضون لها ورفع المعاناة عنهم.

وفي ختام كلمته، وجه خادم الحرمين الدعوة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين لزيارة السعودية لاستكمال المشاورات حيال القضايا ذات الاهتمام المشترك، وتعزيز التعاون الثنائي بين البلدين في المجالات كافة.
من جانبه، أبرز الرئيس الروسي في كلمته أهمية زيارة خادم الحرمين الشريفين، لروسيا والمحادثات التي تمت وقال إن هذه المحادثات كانت غنية بالمضمون واتسمت بالثقة.

وأضاف "إننا سعداء جداً بهذه الزيارة التي تقومون بها وهي أول مرة في تاريخ العلاقات بين البلدين، وإنني متأكد أن هذه الزيارة ستعطي زخماً قوياً جديداً لمواصلة تطوير العلاقات بين البلدين".
عقب ذلك جرى استعراض آفاق التعاون الثنائي بين البلدين، والموضوعات ذات الاهتمام المشترك.