علوم الأعصاب

انشغل علماء الأعصاب والنفس منذ عقود بالأسباب التي تجعل بعض الأشخاص مجتهدين وبارعين مقابل آخرين كسالى ومماطلين، لكن دراسة حديثة كشفت سببًا عضويًا لهذا التمايز العقلي بين الناس.

وكشفت الدراسة ذاتها أنَّ منطقة محددة من الدماغ تؤثر على مشاعر الإنسان ومخاوفه وتؤدي دورًا كبيرًا في الاجتهاد والتفوق ، وذلك وفقا لما ورد في مجلة "سيكولوجيكال ساينس" المختصة في علم النفس.

واعتمد البحث الطبي المثير على عينة من 264 شخصًا يضمون رجالًا ونساء وقامت بإخضاعهم لفحوص الدماغ باستخدام تقنية التصوير بالرنين المغناطيسي.

وإثر إجراء هذه الفحوص اجتاز المشاركون اختبار معرفيًا، وعندئذ ظهرت المفاجأة، إذ كشفت النتائج أنَّ ذوي الأداء السيء ممن تعثروا في الإجابة لديهم "لوزة دماغية" (Amygdala) أكبر حجمًا.

ووجد العلماء أن ذوي "اللوزة الدماغية" المتضخمة كانوا أكثر ترددا في الإجابة على مواد الاختبار بخلاف ذوي اللوزة الدماغية الأصغر، وهو ما يعني أن "التماطل" قد لا يكون مجرد حالة نفسية.

وتؤدي "اللوزة الدماغية" دورًا كبيرًا في عمل الإنسان فهي تجعل بعض الأعمال محببة إليه، كما قد تجعله ينفر من بعض الأشياء ويمقتها كما أنها متصلة بالذاكرة وتستحضر ما خبره الإنسان في وقت سابق.

وبما أن هذه المنطقة الدماغية مرتبطة بـ الذاكرة، فمن الوارد بحسب أحد المشاركين في الدراسة أنَّ يكون تضخم "اللوزة" ناجمًا عن مراكمة التجارب، وبالتالي فإن الدماغ يفكر كثيرًا في العواقب ويخمن في المآلات قبل اتخاذ القرار.

ويرى الباحث في علوم الأعصاب المعرفية بجامعة الرور في مدينة بوخوم الألمانية إرهان جينش أنَّ ذوي "اللوزة الدماغية" الأكثر حجمًا يفكرون بصورة أكبر في العواقب السلبية ولذلك فهم يميلون إلى التردد لفترة أطول وتأجيل القيام بالأمور.