منظمة الصحة العالمية

حذّرت منظمة الصحة العالمية، من احتمال تفشي وانتقال وباء "الكوليرا" من اليمن، ليطال الوافدين إلى الأراضي السعودية، أثناء موسم الحج في أيلول/سبتمبر المقبل. وذكرت المنظمة، أن "ما بين مليونين وأربعة ملايين مسلم يؤدون فريضة الحج كل عام، منهم 1.5 مليون إلى مليونين من خارج السعودية، ما يزيد خطر انتشار الأمراض، مثل الحمى الصفراء وفيروس زيكا وكذلك الكوليرا".
 
وقال خبير مكافحة الكوليرا في المنظمة، دومينيك ليغروس، إن "السعودية لم تشهد أي حالات للكوليرا منذ سنوات طويلة، بفضل الرقابة الشديدة والاختبارات السريعة لرصد حالات الإصابة مبكرا". وأوضحت المنظمة، أن "فترة الحضانة لمرض الكوليرا لا تتجاوز ساعات عدة، لكن بعد ظهور الأعراض قد يقتل المرض ضحيته خلال ساعات، في حال لم يتلق المريض العلاج الضروري. وليغروس حذر، من أن "أعراض الكوليرا لا تتبين لدى 80% من المرضى"، مؤكدا أن "السلطات السعودية لا تجري أي فحوص للوافدين في المطارات". وأضاف أن "هذه الإجراءات لا فائدة منها، نظرا لخصائص المرض".

وبينت المنظمة أن تفشي الكوليرا في اليمن، قد طال أكثر من 332 ألف شخص، فيما تؤكد بيانات المنظمة أنه رغم استمرار ازدياد عدد حالات الإصابة الجديدة، بنفس الوتيرة - قرابة 6 آلاف حالة يوميا - تراجع عدد الوفيات بقدر كبير، وهو لم يتجاوز 9 وفيات يوميا خلال الأيام الماضية. وتقول منظمات الإغاثة إن تفشي المرض، الذي بدأ أواخر أبريل/نيسان الماضي، قد تفاقم بسبب انهيار نظام الصحة العامة في البلاد بسبب الحرب.

و"الكوليرا" مرض يسبب إسهالاً حادًا يمكن أن يودي بحياة المريض خلال ساعات، إذا لم يخضع للعلاج، ويتعرّض الأطفال، الذين يعانون من سوء التغذية، وتقل أعمارهم عن 5 سنوات بشكل خاص لخطر الإصابة بالمرض. وتزيد من صعوبة مواجهة الوباء الحرب الدائرة في البلاد، منذ مارس/ آذار 2015، بين القوات الحكومية اليمنية والمقاومة الشعبية مدعومة بتحالف عربي، من جهة أخرى، وتحالف الحوثي وقوات الرئيس السابق علي عبد الله صالح، الذي يسيطر بقوة السلاح على عدد من المحافظات، من جهة أخرى.