الحوثيين

احتجزت القوات الموالية للحوثيين في صنعاء، الدكتور واللواء الركن قائد محمد العنسي، مدير دائرة شؤون الضباط في وزارة الدفاع في صنعاء. وقال أحد أفراد عائلة اللواء العنسي في اتصال هاتفي مع "اليمن اليوم" أن أبو علي الحاكم الذي عينه الحوثيين مدير للاستخبارات العسكرية في وزارة الدفاع في صنعاء قام باعتقال اللواء قائد محمد العنسي في مقر عمله بعد خروج العنسي من اجتماع كان أبو علي الحاكم حاضراً فيه، أمس الأربعاء.

وأشار أحد أفراد عائلة العنسي الذي طلب عدم ذكر اسمه إلى أنهم غير قادرين على التواصل مع اللواء قائد العنسي بعد اعتقاله، وأكد أن أسباب اعتقال اللواء قائد العنسي رفضه تمرير ترقيات غير قانونية، حيث كان الحوثيين يحاولون إصدار ترقيات عسكرية كبيرة لقيادات من جماعتهم ليست مؤهلة لهذه الترقيات، ورفض اللواء العنسي تمريرها كونها غير قانونيه ما دفع أبو علي الحاكم إلى اعتقاله.

ووفقاً للمصدر فإن قبائل أنس في محافظة ذمار وهي المنطقة التي ينتمي لها اللواء العنسي تجري تواصلاتها بهدف الإفراج عنه، كما يقوم حزب المؤتمر الذي يتزعمه الرئيس اليمني السابق علي صالح باتصالات للإفراج عن اللواء العنسي، منوهاً بأن قبائل أنس ستتخذ موقف مناسب بحال لم يفرج عن اللواء العنسي.

ويعد العنسي أحد كوادر وزارة الدفاع اليمنية، ويتولى منصب مدير شؤون الضباط في وزارة الدفاع منذ وقت طويل، كما أن اللواء العنسي من القادة المحسوبين على الرئيس السابق علي صالح. وينتمي اللواء قائد العنسي لقبائل أنس بذمار وهي قبائل لها ثقلها القبلي والعسكري في ذمار الواقعة جنوبي صنعاء. وأصدر ما يسمى برئيس المجلس السياسي صالح الصماد في تاريخ 9/9 بتعيين "أحمد يحيى محمد المتوكل" رئيساً لمجلس القضاء الأعلى, ليكمل سيطرة الحوثيين على القضاء دون شريكه "حزب المؤتمر".

وقد أصدر حزب صالح بيان مقتضب عبَّر فيه عن رفضه تعيينات أصدرها رئيس ما يسمى المجلس السياسي معتبراً أن القرارات التي اتخذها الحوثيون بتعينات في القضاء, وقرارات أخرى صدرت سابقا هي "أحادية الجانب وتخالف اتفاق الشراكة بين الحوثيين وصالح، وتعتبر غير ملزمة". واجتمع صالح مع قيادات الحوثيين في الأسبوع الماضي وكان زعيم الحوثيين عبدالملك الحوثي حاضراً للاجتماع عبر حلقة تلفزيونية ويتداول الحوثيين وأنصار صالح أن الاجتماع حل الخلافات بين الحوثيين وصالح بعد حملات من الحوثيين استهدفت حزب صالح وتعينات أزاحت كوادر حزبه من مفاصل مهمة.

ويعاني تحالف الحوثيين وصالح من اهتزازات كبيرة على خلفية حشد حزب صالح في ميدان السبعين في الـ 24 من أغسطس/ آب من العام الجاري الذي اعتبرته مليشيات الحوثي موجه ضدها، واندلعت مواجهات مسلحة بين الحوثيين بعد الحشد بايام  في جولة المصباحي وسقط قتلى ومصابين من الطرفين، بينهم القيادي في حزب المؤتمر والمقرب من صالح خالد الرضي وثلاثة من عناصر مليشيات التمرد الحوثي، كما تمارس مليشيات الحوثي عمليات اجتثاث لقيادات عسكرية وإدارية موالية لصالح، وتستبدلهم بعناصر موالية لها غير مؤهله لتولي تلك المناصب.

ويقود الحوثيون والرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح، تحالفا سياسيا وعسكريا ضد الرئيس عبدربه منصور هادي وحكومته المعترف بهما دوليا منذ أكثر من ثلاث سنوات، وقبل أن يتدخل تحالف عسكري تقوده السعودية منذ نهاية مارس 2015، دعما للحكومة الشرعية. وفي 28 يوليو/ تموز 2016، أعلن الطرفان تأسيس مجلس للحكم في صنعاء مناصفة بين الحليفين، لإدارة المناطق الخاضعة لسيطرتهما، وتشكيل حكومة موازية رأى فيها المجتمع الدولي "تهديدا خطيرا لفرص إحلال السلام" في البلاد.