قوات الشرعية اليمنية

تمكّن مسلحون قبليون في الضواحي الشمالية الشرقية لصنعاء، من صد حملة عسكرية لميليشيا جماعة الحوثيين حاولت اقتحام منزل الشيخ محمد علي الغادر، أحد أكبر زعماء قبائل خولان، في ظل اعتقاد يساور الجماعة بوجود نجل شقيق الرئيس السابق وقائد حمايته طارق صالح في حماية الشيخ الغادر، بعد نجاته من المصير الذي لاقاه عمه وعدد من أعوانه العسكريين والحزبيين.

وأفادت مصادر قبلية، بأن الميليشيات أمرت حملة عسكرية مكونة من عشرين عربة عسكرية يستقلها عشرات المسلحين، بمحاصرة منزل الشيخ الغادر وإجباره على تسليم قريب صالح، باعتباره أهم المطلوبين للجماعة، بعد مقتل عمه وسحق انتفاضته، وقالت إن رجال القبائل في خولان صدوا الحملة العسكرية، وأحرقوا عدداً من العربات العسكرية باستخدام القذائف الصاروخية والرشاشات المتوسطة، وأجبروا المسلحين الحوثيين على التراجع في انتظار تعزيزات عسكرية للطرفين.

وشارك الشيخ الغادر في لجان الوساطة التي فشلت في تهدئة الموقف بين صالح والحوثيين، وينتمي إلى حزب المؤتمر الشعبي، وهو من بين أبرز المقربين لصالح، ومنذ بدء الانقلاب لم ينخرط أنصاره في الحرب ولم يسجل هو نفسه أي موقف عدائي من الحكومة الشرعية والتحالف العربي، ما يجعله في نظر الميليشيات الحوثية، طبقا لمراقبين، خطراً يجب التخلص منه، بغض النظر عن تقديمه الحماية لطارق صالح إن صحت فرضيات بقائه على قيد الحياة.

وأكدت المصادر وجود مساع للتهدئة، أمس، في ظل المقاومة الضارية التي أبداها أنصار الغادر، وفي ظل الاستنفار القبلي والدعوات الموجهة لقوات الشرعية والتحالف العربي وبقية قبائل خولان، لمساندة الغادر وعدم تركه لقمة سائغة للحوثيين، وتتحكم قبائل خولان في المدخل الجنوبي الشرقي للعاصمة وصولاً إلى صرواح في مأرب، وقد تؤدي انتفاضتها في وجه الحوثيين في حال قررت ذلك إلى فتح بوابة صنعاء لقوات الجيش الوطني من الجنوب الشرقي، وقطع إمدادات الميليشيات إلى صرواح.

وأمرت سلطات الجيش والأمن في مأرب، أمس، باتخاذ تدابير أمنية مشددة لتسهيل وصول الفارين من صنعاء والمحافظات الأخرى إلى المدينة، وضمان عدم وجود متسللين انقلابيين بينهم من أنصار الميليشيات، وقال رئيس هيئة الأركان العامة، اللواء ركن الدكتور طاهر العقيلي، في اجتماع للقيادات الأمنية والعسكرية في مأرب: «إن مرحلة ما بعد الانتفاضة الشعبية ليست كما قبلها، وإن الشرعية لن تترك أبناءها من القيادات السياسية والعسكرية والأمنية والمدنيين في المحافظات التي تسيطر عليها الميليشيا تحت عبث وإرهاب وانتهاكات هذه الميليشيا».

وشدد العقيلي على «أهمية التنظيم الجيد والاستقبال اللائق للنازحين، مع الحرص والتدقيق والتحري الأمني والاستخباراتي عن كل حالة، لمنع تسلل أي من العناصر المشبوهة في أوساط النازحين، وعدم التهاون مع أي عناصر يتم توقيفها»، وتقود قوات الجيش معارك مستمرة مع الميليشيات الانقلابية في صرواح ونهم والجوف وصعدة وتعز، والجبهة الساحلية الغربية، بالتوازي مع غارات جوية وإسناد عملياتي ولوجستي من قوات التحالف العربي بقيادة السعودية.

وأفادت مصادر الجيش في المنطقة العسكرية السادسة في محافظة الجوف، بأن قواتها أجرت أمس عملية ناجحة لتبادل الأسرى مع الميليشيات في المديريات الغربية من المحافظة، شملت إطلاق سراح 60 أسيراً من الطرفين، وفي جبهة الساحل الغربي، واصلت أمس القوات الحكومية مدعومة بالتحالف العربي عملياتها العسكرية في مديريتي «حيس» و«التحيتا» جنوب «الخوخة المحررة» من الميليشيات، في سياق الخطة المرسومة لتحرير كافة مناطق محافظة الحديدة.

وأعلنت مصادر عسكرية يمنية، إن العمليات المستمرة أدت أمس إلى مقتل 70 حوثياً على الأقل، في مواجهات وغارات جوية استهدفت تعزيزات للانقلابيين في مناطق بيت الفقيه وزبيد والجاح، شمال مسرح المواجهة الواقع على أطراف مديريتي حيس والتحيتا، وأنّ القيادي في الميليشيا نائب مدير أمن مديرية الجراحي، قتل مع ثمانية من مرافقيه في عملية محكمة لقوات الجيش، عندما حاول التسلل إلى مدينة حيس. وفي حين سيطرت القوات الحكومية على مواقع شرق الخوخة وجنوبي التحيتا، وفرضت حصاراً على مدينة حيس من الاتجاهين الغربي والجنوبي، قالت المصادر إن عمليات التمشيط أدت إلى أسر20 حوثياً.