مليشيا الحوثي الانقلابية

استمرت الميليشيات الحوثية في إطلاق اليد القمعية لعناصرها من أجل ملاحقة الناشطين في صنعاء وبقية مناطق سيطرتها، في سياق سعيها لتكميم الأفواه والتنكيل بالمناهضين لها وإجبار التجار ورجال الأعمال على تمويل مهرجاناتها الطائفية.

واقتحمت الميليشيات في صنعاء أمس مكتباً للخدمات الإعلامية وقامت بإغلاقه، قبل أن تقوم عناصرها بدهم منزلي اثنين من المصورين واقتيادهما إلى مكان مجهول يرجح أن يكون أحد معتقلاتها المخصصة لتعذيب الناشطين والإعلاميين. وأفاد مصدر في نقابة الصحافيين اليمنيين في صنعاء لـ«الشرق الأوسط» بأن مسلحي الجماعة الحوثية اقتحموا مكتب شركة «يمن ديجيتال ميديا» وهو مكتب للإنتاج الإعلامي متعاون مع عدد من القنوات التلفزيونية الأجنبية، وذلك قبل أن تقوم بدهم منزلي اثنين من المصورين.

وأكد المصدر أن مسلحي الجماعة اقتحموا منزل مصور قناة «الحرة» محمد عيضة بعد محاصرته، ثم اعتقلوه ونقلوه إلى مكان مجهول، في الوقت الذي داهموا فيه منزل المصور التلفزيوني فؤاد الخضر واعتقلوه هو الآخر ونقلوه إلى جهة غير معلومة.

وأدان المصدر سلوك الميليشيات الحوثية الساعي إلى تكميم الأفواه وملاحقة الإعلاميين، داعياً الجماعة الانقلابية إلى الإسراع بالإفراج عن المعتقلين من الصحافيين والناشطين القابعين في معتقلاتها، إلى جانب التوقف عن الجرائم المستمرة التي يرتكبها مسلحوها بحق المدنيين.

في غضون ذلك، أكدت مصادر محلية في محافظة حجة الحدودية أن مسلحي الجماعة أقدموا على اعتقال أحد التجار بعد أن رفض دفع إتاوة مالية طالب بها مشرفو الميليشيات في مديرية الشغادرة لتمويل المجهود الحربي وإقامة الفعاليات الطائفية.

وأفادت المصادر بأن الحوثيين شنوا حملة أمنية اعتقلوا خلالها رجل الأعمال والزعيم القبلي عمار شرحة، رفقة 4 مدنيين، بينهم الناشط الحقوقي عمار الشمري، وذلك بعد أن رفض شرحة دفع مبلغ 10 ملايين ريال يمني لعناصر الجماعة لجهة الإسهام في تمويل مجهودهم الحربي.

وذكرت المصادر أن مشرف الميليشيات الحوثية في المحافظة ويدعى أبو خرفشة مع محافظ الجماعة الانقلابية ويدعى هلال الصوفي، أمرا مسلحي الجماعة باعتقال الشيخ شرحة واقتياده إلى أحد السجون الخاضعة لجهاز مخابرات الجماعة في مدينة حجة.

في سياق متصل بالقمع الحوثي المتواصل، ذكرت مصادر طلابية في محافظة إب أن مسلحي الجماعة أقدموا الاثنين على اختطاف نحو 15 طالبا من طلبة جامعة إب أثناء مرورهم بجوار مبنى عمادة شؤون الطلبة، وقاموا باقتيادهم إلى مكان مجهول. وأفادت المصادر بأن عناصر الميليشيات تلقوا توجيهات بمنع أي تجمهر أو تجمع للطلبة في الحرم الجامعي خوفا من أن يؤدي ذلك إلى تشجيع الطلبة على قيادة احتجاجات في مواجهة سياسة الجماعة الانقلابية، على غرار ما حدث قبل أسابيع مع طلبة جامعة صنعاء.

وكانت الجماعة الحوثية أقدمت على مداهمة ندوة في صنعاء قبل أكثر من أسبوع واعتقلت أكثر من 20 صحافياً وناشطاً كانوا مشاركين في الندوة قبل أن تقوم بإطلاقهم لاحقاً بعد أن أجبرتهم على التوقيع على تعهدات بعدم المشاركة في أي فعالية مدنية دون الحصول على إذن من جهازها الأمني.

ولا يزال أكثر من 13 صحافيا في سجون الجماعة ومعتقلاتها السرية يخضعون لصنوف من التعذيب النفسي والجسدي حيث مرّ على اختطاف بعضهم أكثر من 3 سنوات، دون أن تفلح المناشدات والضغوط في الإفراج عنهم. ويقدر ناشطون حقوقيون وجود أكثر من 7 آلاف معتقل من المدنيين والناشطين في سجون الميليشيات التي كانت استحدثت، منها العشرات في عدد من المحافظات الخاضعة لها خلال 4 سنوات من انقلابها على الشرعية واقتحامها العاصمة صنعاء