منظمة العفو الدولية

أكدت منظمة العفو الدولية أن جميع أطراف الحرب في اليمن ارتكبت جرائم حرب وانتهاكات خطيرة للقانون الدولي دون عقاب، مشيرة إلى أن التحالف التي تقوده السعودية وبدعم من الحكومة الشرعية المعترف بها دوليا قصف المستشفيات وغيرها من منشآت البنية التحتية المدنية. وأضافت المنظمة في تقريرها السنوي 2016/2017 أن مقاتلات التحالف شنت هجمات عشوائية قُتل وأصيب خلالها مدنيون، بينما قصفت ميليشيات "الحوثيين" الانقلابية والقوات صالح مناطق سكنية مدنية بصورة عشوائية في مدينة تعز.

وأشار التقرير إلى أن ميليشيا الحوثي قامت بهجمات عشوائية بالمدفعية عبر الحدود مع المملكة العربية السعودية، فقتلت وجرحت مدنيين. وذكرت العفو الدولية أن "الحوثيين" والقوات الحليفة لهم فرضوا قيوداً خانقة على الحق في حرية التعبير والتجمع السلمي وتكوين الجمعيات والانضمام إليها في المناطق الخاضعة لسيطرتهم، مشيرة إلى أن المليشيا قبضت تعسفاً على منتقديها وخصومها، بمن فيهم صحافيون ومدافعون عن حقوق الإنسان، وأجبرت منظمات غير حكومية على إغلاق أبوابها.

ولفت تقرير المنظمة أن المليشيا أخضعت بعض المعتقلين للاختفاء القسري وللتعذيب وغيره من ضروب المعاملة السيئة. وقال "ظلت النساء والفتيات تواجه أشكالاً متجذرة من التمييز وغيره من الانتهاكات، بما في ذلك الزواج القسري والعنف المنزلي. وفي صنعاء والمناطق الأخرى الخاضعة لسيطرة الحوثيين قبض "الحوثيون" وحلفاؤهم على منتقديهم ومعارضيهم، وكذلك على صحافيين ومدافعين عن حقوق الإنسان وأشخاص منتمين إلى الديانة "البهائية"، واعتقلوهم تعسفاً، وأخضعوا العشرات للاختفاء القسري، وقامت باعتقال كثيرين من منازلهم وأماكن عملهم، وعلى حواجز التفتيش أو من أماكن عامة، كالمساجد.

واوضح التقرير أن الميليشيا تحتجز الكثير من المعتقلين في أماكن غير رسمية كالمنازل الخاصة، ودون أن يبلغوا بسبب سجنهم أو يتاح لهم أي سبيل واحتجزوا في أماكن سرية؛ حيث رفضت سلطات "الحوثيين" الاعتراف باحتجازهم، أو الكشف عن أي معلومات تتعلق بهم، أو السماح لهم بالاتصال بمحامين أو بعائلاتهم. وأخضع بعض المعتقلين للتعذيب.

وعن انتهاكات التحالف العربي الذي تقوده السعودية، قالت المنظمة إن التحالف واصل ارتكاب انتهاكات خطيرة للقانون الدولي لحقوق الإنسان وللقانون الدولي الإنساني دونما خشية من العقاب. وبيَّن التقرير أن الحصار البحري والجوي الجزئي الذي فرضه التحالف قلَّص بقدر أكبر من فرص استيراد الغذاء وغيره من المواد الضرورية، فعمق الأزمة الإنسانية التي تسبب بها النزاع، ومنع الرحلات الجوية التجارية من الهبوط في مطار صنعاء.

كما أشار التقرير إلى مقتل وإصابة آلاف المدنيين من خلال الهجمات الجوية التي ينفذها التحالف بقيادة السعودية. وعن الأزمة الإنسانية في اليمن بيَّنت المنظمة أن سلوك جميع أطراف النزاع فاقم من معاناة المدنيين، حيث فرضت قيود عرقلت عمليات إيصال المساعدات الإنسانية إليها. وقالت "إن جماعة الحوثي وقوات صالح واصلت التضييق على دخول المواد التموينية والطبية الحيوية إلى تعز، المدينة الثالثة من حيث عدد السكان في اليمن، على مدار السنة، ما زاد من معاناة آلاف المدنيين. وأوضحت المنظمة أن النزاع المسلح تسبب بنزوح جماعي هائل للمدنيين، ولا سيما في محافظات تعز وحجة وصنعاء.