التفجيرات الانتحارية

استهدفت سيارتان مفخختان مساء أمس السبت مقر لقوات مكافحة الإرهاب في منطقة غولدمور في مديرية التواهي، ما أسفر عن مقتل قرابة 7 مدنيين وعسكريين وإصابة 50 آخرين غالبيتهم من المدنيين الذين كانوا يتنزهون في شاطئ المنطقة، وقال مصدر مسؤول في وزارة الداخلية، إن هجومين إرهابيين بسيارتين مفخختين يقودهما انتحاريان وعدد من العناصر الإرهابية الانغماسية حاولوا استهداف مقر معسكر تابع لشرطة محافظة عدن، والواقع بمنطقة جولدمور في مديرية التواهي بمدينة عدن جنوب اليمن.

 ونقل موقع "وزارة الداخلية" عن المصدر قوله: إن الحصيلة الأولية للهجومين الإرهابيين سجلت مقتل جنديين وإصابة نحو ثلاثة وخمسين آخرين بينهم مدنيون بإصابات مختلفة، وتم نقلهم إلى عدد من المستشفيات لتلقي العلاج، كما لقي الإرهابيين المهاجمين حتفهم، فضلاً عن تضرر عدد من السيارات، وشدد المصدر على ضرورة رفع رجال الأمن اليقظة الأمنية إلى أعلى درجاتها والقيام بواجباتهم في تعاملهم على أرض الواقع بالشكل المطلوب وعلى أكمل وجه .

ويناقض هذا البيان مع ما أصدره أمن عدن والذي قال فيه مدير الأمن شلال شائع (لا يخضع لسلطة الحكومة الشرعية)، أنه تم إحباط مخطط لهجوم إرهابي استهدف مقر إدارة مكافحة الإرهاب بسيارتين مفخختين وعدد من الانغماسيين حاولوا الاقتراب من المبنى، وترحم مدير أمن عدن على الضحايا الذين سقطوا في الهجوم الإرهابي من رجال الأمن والمدنيين الذي بلغ عددهم نحو 5 قتلى بينهم طفل و31 جريح من المدنيين من مرتادي الساحل المقابل لمقر إدارة مكافحة الإرهاب، بينهم 7 جرحى من افراد الكتيبة الثانية (عاصفة) الواقعة أمام مقر ادارة مكافحة الإرهاب .

وأعلن تنظيم داعش مسؤوليته عن التفجيرين الانتحاريين الذين استهدفا مقر قيادة قوات مكافحة الإرهاب في عدن جنوب اليمن، وذكر تصريح مقتضب نشرته وكالة أعماق التابعة للتنظيم، أن التفجيرين تّما من خلال عمليتين في حي التواهي، واستهدفتا مقر قوات مكافحة الإرهاب.

ووجه الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي بمتابعة حيثيات العمل الإرهابي الجبان وأخذ المعلومات والتحريات من الأجهزة الأمنية المعنية ومتابعة خيوطها ومن يقف خلفها بتعاون مختلف الأجهزة الأمنية وبتعاون المواطنين والسلطات ذات العلاقة، وقال هادي خلال اتصال مع نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية احمد الميسري إن تلك الأعمال لن تثني أبناء شعبنا في الانتصار لإرادتهم الحقة في الأمن والاستقرار والعيش الكريم مؤكدا على ضبط تلك العناصر المارقة لتنال جزاءها الرادع بما اقترفته بحق الوطن والمواطن.

ودان وزير الشباب والرياضة نايف البكري العمل الإرهابي، وأكد البكري دعمه لقوات الأمن وكل أجهزة الدولة في حربها لاستئصال الإرهاب، مضيفا بأن الإرهاب  مرض خبيث زرع في جسد الوطن وآن لنا أن نتكاتف ونتوحد لاقتلاعه، وأضاف خلال منشور أدانه نشره على مواقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" :" إنّ استهداف معسكر شرطة عدن يعتبر استهدافاً مباشراً لمشروع الدولة التي ننشدها جميعاً، دولة المؤسسات والنظام والقانون والسلم الاجتماعي، لكننا على ثقة أن مثل هذه الأعمال الجبانة لن تنال من صمود وعزيمة قواتنا الأمنية الباسلة في مواصلة حربها ضد الشر الذي يتربص بالوطن.

رئيس الحكومة اليمنية الدكتور أحمد عبيد بن دغر، من جانبه شدد على ضرورة مطاردة العناصر الإرهابية والتعامل بكل حسم مع كل من يسعى لمحاولة زعزعة أمن واستقرار المواطن، جاء ذلك خلال اتصال هاتفي أجراه، بنائب رئيس الوزراء وزير الداخلية المهندس أحمد الميسري، اطلع من خلاله على ضحايا وجرحى الهجوم الانتحاري الذي استهدف مقرات أمنية في مديرية التواهي- جولدمور، واستمع رئيس الحكومة، من المهندس الميسري عن الهجوم الإرهابي الذي خططت له جماعات إرهابية ونفذته  بسيارتين مفخختين، في محاولة بائسة لإقلاق السكينة العامة وتدمير المؤسسات الأمنية والعسكرية التي أعادت الحكومة ترميمها وتأهيلها بعد طرد الميليشيات الحوثية الانقلابية، وقال  بن دغر إن هذه العملية المتطرفة التي قتل خلالها عشرات القتلى والجرحى من الأبرياء لن تزيد الحكومة إلا إصرارا وعزيمة على مطاردة الخلايا الإرهابية اينما وجدت وتجفيف منابع الإرهاب.

ودان حزب التجمع اليمني للإصلاح في العاصمة المؤقتة عدن الهجوم الإرهابي الذي استهدف منطقة "جولد مور" في مديرية "التواهي" وأكد إصلاح عدن في بيان له نشره موقع الصحوة نت"، أكد على موقفه المبدئي الرافض للإرهاب وأشكال العنف التي تسترخص الدماء وتنتهك حرمتها، وتستهدف أمن هذه المدينة المعروفة بطابعها السلمي ودورها الكبير في نشر قيم الاعتدال والوسطية، وجدد الإصلاح دعوته إلى ضرورة مواجهة آفة الإرهاب باستراتيجية وطنية شاملة وبالمستوى المكافئ للخطر الكبير الذي تمثله على المجتمع والدولة ومؤسساتها، وحذر إصلاح عدن من خطورة استمرار الانفلات القائم في الوضع الأمني والذي يسيء إلى عدن ويتهدد حياة ساكنيها وزائريها ويلحق الضرر البالغ بمصالحهم، وفي المقدمة ما تشهده المحافظة من استمرار لمسلسل الاغتيالات التي طالت كوادر أمنية وعسكرية وسياسية وقضائية ومقاومة وخطباء ودعاة وآخرين من عموم المجتمع.

 وتشير مصادر أمنية، إلى أن تنازع سلطة القرار الأمني بين الحكومة الشرعية وادارة أمن عدن الموالي للمجلس الانتقالي الجنوبي، هو سبب الانفلات الأمني  وتكرار العمليات الإرهابية وحوادث الاغتيالات الجارية في عدن، جنوبي البلاد، كما دان وزير حقوق الانسان محمد عسكر الهجوم الانتحاري الأخير الذي استهدف مقر قيادة مكافحة الإرهاب بالتواهي،وقال عسكر في بيان له :اعبر عن ادانتي الكاملة غير المنقوصة للعملية الإرهابية الآثمة التي حدثت في العاصمة المؤقتة عدن بحي جولد مور بالتواهي ، وأضاف عسكر أن الإرهاب في اليمن عموما وفي عدن خصوصا يستهدف حق الإنسان في الحياة والعيش بسلام، كما يستهدف السكينة العامة والوئام المدني في مدينة عدن منبع المدنية والوئام في يمننا الحبيب، وأكد: أن مواجهة الإرهاب عمل في صميم الإنسانية ويتطلب تظافر كل الجهود الرسمية والشعبية بلا استثناء لإزاحة الأسى والدخان والغبار والدم عن كاهل المواطن".

وكان قد لقي  30 مواطن واصيب العشرات في تفجير انتحاري استهدف عسكريين في 18/يسمبر 2016 تجمعوا لاستلام مرتباتهم جوار منزل قائد القوات الخاصة بمنطقة الصولبان في مدينة عدن جنوب اليمن.  كما قتل 71 شخصا على الأقل وأصيب زهاء مائة في تفجير انتحاري استهدف، يوم الاثنين، 29 أغسطس 2016، مركزا للتجنيد تابع للجيش اليمني في المدينة ذاتها وتبناه تنظيم "داعش" الإرهابي، واستهدف انتحاري يقود سيارة مفخخة تجمعا لمتطوعين ينتظرون للانضمام إلى الجيش، كانوا في مدرسة تستخدم كمركز تجنيد في شمال المدينة الساحلية، وأدى التفجير إلى مقتل 71 شخصا وإصابة 98 .

وتبنى تنظيم "داعش" المتشدد عبر وكالة "أعماق"، الهجوم. وخلال  الاعوام السابقة شهدت المدينة هجمات إرهابية سقط على اثرها الكثير من القتلى والجرحى وتبنى معظمها تنظيما "القاعدة" و"داعش" الإرهابيين. وتشهد المدينة صراعات سياسية وعسكرية بين ألوية الحرس الرئاسي الموالي لهادي من جهة ، وقوات المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم من الإمارات من جهة أخرى، ويتبادل الطرفان التهم حول الهجمات الإرهابية بالاضافة إلى الاغتيالات التي تطال رجال الدين والأمنيين والعسكريين والوقوف وراء الانفلات الأمني الذي تشهده العاصمة المؤقتة عدن جنوبي اليمن.