الدكتور عبيد بن دغر

شهدت الأزمة اليمنية في الأيام الأخيرة تصاعد مؤشرات عديدة وهامة توحي بأن الحرب في اليمن تعيش أيامها الأخيرة، وأن العام 2017 سيشهد إعادة ترتيب الأوضاع السياسية والاقتصادية في البيت اليمني.

وبدأت ملامح هذا التحول منذ الزيارة التي أجراها الرئيس الإيراني حسن روحاني الى عمان والكويت، في أول زيارة رسمية يقوم بها أعلى مسؤول إيراني إلى منطقة الخليج، حيث أعقبتها سلسلة من التغريدات لعدد من المسؤولين والإعلاميين الخليجيين والتي تؤكد أن إيران رفعت يدها بشكل نهائي عن الملف اليمني، ما يعني تخليها عن دعم الحوثيين في الحرب الجارية.

وأكد وزير "الخارجية" السعودي عادل الجبير، في الوقت ذاته أثناء مؤتمر عقده مع الأمين العام للأمم المتحدة، أن اليمن اقتربت من حسم الصراع، متوقعا أن تنتهي الحرب بشكل كامل هذا العام 2017م، وهو ما أكده السياسي العماني البارز عبدالله الغيلاني، والذي بين أن ايران بعثت رسالة هامة إلى أميركا بأنها مستعدة لوقف دعم الحوثيين في اليمن مقابل عقد صفقة سياسية معها على صعيد الأوضاع في سوريا والعراق.

وجاءت بشائر عديدة عبر الكلمة الهامة التي ألقاها، الخميس، رئيس الوزراء الدكتور عبيد بن دغر، أثناء اجتماعه مع أعضاء الحكومة ومحافظي المحافظات، حيث أكد للجميع أن "هذا الاجتماع فاصل بين مرحلة وأخرى، مرحلة عشناها ولا زلنا نعيش أيامها وفصولها ومرحلة مقبلة، مختلفة نوعًا وهدفًا وغاية"، مبشرًا بأن الانقلابيين أعلنوا قبولهم بتسليم السلاح، وبأن المجتمع الدولي يقوم بترتيب الأوضاع السياسية للسماح لعملية إعمار شاملة في كافة الجوانب.

وسبق ذلك إعلان الرئيس عبدربه منصور هادي، أمس الأربعاء، بأن المملكة العربية السعودية أبلغته بتخصيصها مبلغ عشرة مليار دولار لعملية الإعمار في اليمن في الفترة القريبة المقبلة.

آخر التطورات جاءت من مجلس الأمن الدولي مساء الخميس، والذي اعتمد بالإجماع قرارًا يدعو إلى "انتقال سياسي كامل" في اليمن، كما قام بتمديد فترة العقوبة على معرقلي التسوية السياسية "صالح والحوثيين" عامًا آخر تنتهي في شباط (فبراير) 2018م.وتؤكد كل تلك المؤشرات بما لا يدع مجالًا للشك بأن هناك تسوية سياسية مقبلة في اليمن، يكون فيها المواطن اليمني ولأول مرة هو المستفيد الأكبر.