فتح معبر جديد لمدينة تعز المحاصرة

كشف عضو المجلس السياسي لمليشيا الحوثي، سليم مغلس، أنهم انتهوا من الترتيب لفتح منفذ إلى مدينة تعز وسط اليمن، مضيفًا أن "المعبر الذي سيتم فتحه يمر عبر حي صالة شرقي المدينة، وجاء حرصًا على تخفيف الأعباء التي يعانيها أبناء تعز"، داعيًا إلى التعاون المسؤول من الجميع مع هذه الجهود لأجل مصلحة المواطنين والتخفيف من معاناتهم، ويقصد بذلك طرف المقاومة الشعبية.
 
وكانت جهود حثيثة من طرف الانقلابيين والمقاومة بوساطة محلية قد بتت في الأمر قبل عام تقريبًا، غير أنها وصلت إلى طريق مسدود بسبب تهرب وتلكؤ طرف الانقلاب، وفقًا للجنة الوساطة، ويمنع مسلحو الحوثي والمخلوع صالح أبناء المدينة من الدخول والخروج عبر منافذها الرسمية منذ أكثر من عام، مما يضطرهم إلى السفر قرابة 8 ساعات.
 
والجدير بالذكر أن المدينة تعيش حصارًا خانقًا منذ بداية الحرب، غير أنه في الأشهر الأولى كان هناك العديد من المنافذ التي يتم عبرها الدخول والخروج من وإلى المدينة عبر نقاط تفتيش، غير أن الحوثيين أغلقوها جميعا قبل أكثر من عام.
 
ويرى مراقبون أن غموضًا يكتنف هذا الإعلان، لا سيما أنه من طرف واحد، رغم وجود الوساطات السابقة التي تم رفض مخرجاتها، وأن وراء الأكمة ما وراءها، غير أن هذه الخطوة ستخفف كثيرًا الحصار المفروض على المدينة من قبل أصحاب المعبر الجديد أنفسهم.
 
لكن آخرون رأوا أن الإعلان ليس سوى للاستهلاك الإعلامي وتلميع لمبادرة أعضاء المؤتمر بعد ثلاثة أعوام من الحرب، وتزامنًا أيضًا مع زيارة ممثلة الصليب الأحمر لمدينة تعز.
 
نرحب بغض النظر عن النوايا
وقال أديب الصوفي، القيادي في المقاومة: "المقاومة مرحبة بهذا القرار من أول يوم، ولا يمكن لها أن تحاصر نفسها، كما أنها لم تمنع أحدًا من الخروج أو الدخول"، مضيفًا في حديثه لـ"الموقع بوست": "الحوثيون لهم مقاصد أخرى، لقد قام الحوثيون الثلاثاء وأمس بدخول منطقة أبعر الواقعة بخط التماس على هذا الممر واعتقال بعض الموطنين وأنذروا البقية بالنزوح من المنطقة"، متابعًا: "لا ندري أي نوايا يضمرونها، ومع ذلك المقاومة مرحبة في كل الأحوال، ومهما كانت نواياهم نحن مستعدون".
 
غياب للمروجين  
من جانبه، أكد الكاتب الصحافي عبدالعزيز المجيدي: "نخشى أن اللعبة ستنطلي على قيادات تعز، فخلاصة نشاط هذه اللجنة المزعومة أنها شرعنت حصار تعز وبات الآن إغلاق المنافذ الرئيسية من قبل مليشيا الانقلاب كما لو كان حقًا طبيعيًا"، مضيفًا "لقد انتهى مسعى فاعلي الخير بتوجيه الشكر للمليشيا لأنها مستمرة بإغلاق المنافذ الرئيسية، وتعتبر إبداءها الاستعداد لفتح طريق فرعي ليس معروفًا أنه طريق أصلًا منجزًا قفزت للاحتفاء به رغم ما ينطوي عليه من خدعة عسكرية  يبدو أنها  تسعى عمليًا لوضع حد للعمليات العسكرية في تلك المنطقة للجيش الوطني".
 
وتابع المجيدي: "فضلًا أنه قد يكون فخا بهدف فتح طريق للمليشيا للالتفاف على الجيش الوطني في تلك المواقع"، مردفًا "ما يسمى باللجنة المجتمعية بدت ألعوبة لا أكثر بيد المليشيا، فعندما رفض الطرف الانقلابي التعامل مع مبادرتهم رغم الملق البائس للمليشيا ابتلعت لسانها، واليوم تصنع لنفسها وهما متماهية مع ما ظلت المليشيا تسربه منذ أشهر عن اعتزامها فتح خط فرعي من صالة مع تمسكها بإغلاق الخطوط الرئيسيية مبقية الحصار كما هو عليه".
 
واستطرد المجيدي: "كما ألقت بخيط لعبة مسلية، عبر صالة، ليلهو بها الباحثون عن أدوار، هم أنفسهم الذين أغمضوا أعينهم عن جرائم المليشيا طيلة الحرب بحق تعز وأهلها، وكان بعضهم أبواقًا رخيصة للانقلابيين".