وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف

أكدت إيران، اليوم السبت، أنها لن تسمح لأي حل أو سلام في اليمن  إلا بتنفيذ الخطة الإيرانية التي طرحتها سابقا, حيث اشترط وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف على التحالف العربي في اليمن، "أن لا انتهاء لحربهم وتدخلهم في اليمن إلا بتنفيذ ما جاء في خطة طهران"، وذلك رغم الانكار المتواصل لإيران بعدم ادخلها في حرب  اليمن ، ودعم مليشيات الحوثيين.

وقال ظريف في رسالة بعثها إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش :"إن الحرب الدائرة في اليمن للعام الثالث لا نهاية لها، وإن الوضع لا يزال يزداد سوءا". ويرى الوزير الإيراني أن خطة السلام التي طرحتها طهران في أبريل/نيسان عام 2015 والتي تقضي بضرورة وقف كافة العمليات العسكرية باليمن وتزويد سكان البلاد بالمساعدات الإنسانية واستئناف الحوار الشامل وتشكيل حكومة الوحدة الوطنية، لم تفقد هذه الخطة أهميتها".

وأعرب ظريف عن دعم بلاده لجهود الأمم المتحدة، مؤكدا استعداد إيران للمساعدة في إجراء عمليات إنسانية في اليمن. من جانب آخر، لقي قيادي حوثي ميداني حتفه وعدد من مرافقيه في غارة جوية لقوات التحالف العربي في مديرية نهم ، شرق العاصمة، شمال اليمن. وقالت مصادر ميدانية، إن القيادي الحوثي البارز "أحمد محمد المرتضى" المدعو ابو هاشم، لقي حتفه مع 7 من مسلحي مليشيا الحوثي.

وأضافت المصادر بأن المرتضى من أبناء مديرية بني الحارث وكان 7 مقاتلين من أبناء محافظة عمران، قتلوا في منطقة التباب السود قرب تبة عبدالله صالح في مديرية نهم شرق العاصمة صنعاء شمال البلاد. ومن جهة ثانية برزت دعوات عدد من السياسيين والإعلاميين والنشطاء المحسوبين على حزب المرتمر الشعبي العام الموالي  لصالح، للثورة بوجه السلطة الحوثية القائمة في صنعاء.

وكان نبيل الصوفي الصحافي والسكرتير الخاص بالرئيس السابق "صالح" قد لمَّح إلى إمكان قيام ثورة ضد الحوثيين بصنعاء، مشيراً إلى أن اندلاع مثل هذا الحدث سيعني النهاية الحتمية لهم. وهذا التصريح دفع بالصحافي سام الغباري إلى السخرية من الصوفي، قائلاً أن الصوفي يمارس استغفالاً للناس، لأنه يعلم أن الحوثية ليست كمثل أية تشكيل سياسي أو ديني آخر، يمكن لها أن تسقط بمجرد اندلاع ثورة، مشيراً إلى أن هذه الجماعة لا ترى نفسها من طبقة اليمنيين، بل إنها تشعر بأنها تحمل هوية مختلفة أعلى شأناً، ما يعني أن الإطاحة بها لن يتم دون تضحيات وحمام دم.

فيما توالت دعوات عدد من النشطاء المؤتمريين، والذين عبروا بأن حجم الخلاف مع الحوثي قد بلغ حد اللاعودة، وبأن لا حل مع هذا الكيان سوى ثورة شعبية مفاجئة في قلب العاصمة صنعاء. ودعا القيادي المنشق عن جماعة الحوثيين،  علي البخيتي، وزراء حزب مؤتمر صالح في حكومة الانقلابيين بالانسحاب منها الشراكة مع الحوثيين، وفك الشراكة مع هذه الجماعة.

وأوضح علي البخيتي في تغريدات على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، أن كل ذرائع البقاء في تلك الحكومة، قد سقطت، لافتاً إلى أن المطامع وحدها هي ما تبقيهم، أما أسطوانة "مقاومة العدوان"، فقد سقطت. وأكد البخيتي، بأن من يتقبل إهانات الحوثيين التي وصلت حد الضرب والمنع من دخول الوزارات، لا يمكن أن يقاوم أي طرف - في إشارة منه لوزراء المؤتمر-، مبيناً أنهم فقط يبحثون عن المال والجاه مقابل الإهانة والإذلال.

وأكد "كان أشرف لحزب المؤتمر فك شراكته مع الحوثيين؛ لكن يظهر أن وزراء الحزب منتظرين لكي يتم طردهم". وأضاف أن من المفترض على وزراء المؤتمر أن يعتبروا مما حدث لوزير النفط، ذياب بن معيلي، الذي جمد الحوثيون صلاحياته، وكذلك ما حدث قبل ذلك من منع لوزير التعليم العالي حسين حازب من دخول وزارته أكثر من مرة، وكذلك الاعتداء على وزير الصحة، محمد سالم بن حفيظ. وخاطب البخيتي وزراء المؤتمر بالقول: "الطمع مذلة يا رجال، غادروا بكرامتكم قبل أن يسحبوكم سحب من الوزارات".

وأكد السياسي علي البخيتي، أن "جناح الفساد داخل المؤتمر هو ما يُبقي على شراكة الحزب مع الحوثيين، ويسوق مبررات واهية ليخفي المصالح التي تحققت له من هذه الشراكة المشبوهة، والتي مرغت أنوف المؤتمريين في التراب". واختتم حديثه بالقول: "جناح الفساد في المؤتمر انبطح على الآخر، ويتقبل صنوف الإهانات، لكن المشكلة الأخطر أن هذا الجناح جر الحزب بأكمله للمهانة".