رئيس مجلس الوزراء اللبناني سعد الحريري

يتحايل حزب الله اللبناني، لالتقاط أي حجة تقربه من هدفه الأهم حاليا، وهو الوقوع بالرئيس السابق للحكومة فؤاد السنيورة في شباك الخيانة لاستبعاده والتشهير به، واستغل حديث السنيورة الأخير عن قضية الـ11 ميار دولار التي استفاض السنيورة في شرح أرقامها التي صُرفت بفعل غياب الموازنات وتراكم موجبات الدولة المالية طوال فترة إقفال المجلس النيابي ومنع اقرار الموازنات في حكومته وفي الحكومات التي تلتها، أي حكومات الرؤساء سعد الحريري ونجيب ميقاتي وتمام سلام، للهجوم عليه تحت بند "مكافحة الفساد"!.

ورغم أن مؤتمر السنيورة، نسف اسطورة سرقة الـ11 مليار دولار، بما اورده من وقائع وارقام، لكن الأكيد انّ استهداف السنيورة هو حلقة في مسلسل «مكافحة الفساد»، ستتلوها محطات أُخرى. 

ولكن المتطلع جيدا للموقف سيُلاحظ ثلاثة أسباب رئيسة لهذا الهجوم:

ـ أولاً، اختار «حزب الله» قضية الـ11 مليار التي تشبه الضرب بحجر «مش صييب» لأنه لا يملك أيَّ ملف حقيقي على السنيورة إذ كان من الأسهل لو وجد هذا الملف سواء كان اختلاساً بملايين الدولارات، او ما شابه أن يعمد الى نبشه وتسليط الضوء عليه، وكان من الأسهل طبعاً أن يربح الحزب هذه المعركة لو قدّم ملفاً محدّداً في حق السنيورة مدعماً بالأدلّة، لكنه اختار ملفّ الـ11 مليار غير القابلة للتصديق، لإحداث عاصفةِ اتّهام كبرى لا تصيب السنيورة فقط، بل تصل الى الحريري على طريقة محاكمة مرحلة بكاملها، فالحريري لن يُمكنه التبرُّؤ من السنيورة، وهو ليس في هذا الوارد، وبالتالي سيكون امام تحدي الدفاع عنه، وبالتالي الدفاع عن فساد مزعوم لا يمكن إلّا أن يصيب المُدافِع عنه بشظايا قاتلة.

ـ ثانياً، ما هو الهدف من استنزاف الحريري؟ تشير المعلومات التي رشحت من أكثر من جهة داخلية وخارجية الى انّ «حزب الله» الذي استشعر خطورة وضعه على لوائح الارهاب بجناحيه السياسي والأمني، وخصوصاً في بريطانيا، يريد من الحريري أن يتبنّى الدفاع عنه كرئيس للحكومة بنحو كامل وغير ملتبس، تماماً كما فعل الوزير جبران باسيل.

وتضيف المعلومات أنّ «حزب الله» تبلغ أنّ دولاً أوروبية أُخرى تستعد لوضعه على لوائح الارهاب، ومنها ألمانيا التي إن اتّخذت هذه الخطوة فهي ستؤثر مباشرة على الحزب وقاعدته وبيئته الموجودة تجارياً في هذا البلد، وهذا ما يحتسب له الحزب الذي يريد وقف كرة الثلج قبل أن تكبر، والمطلوب من الحريري أن يأخذ بصدره هذه القضية وأن يعلن موقفاً باسم الحكومة اللبنانية يرفض فيه قرارات الدول الاوروبية، وإلاّ فإنّ الحملة على الفساد، ستطاول فريقه واركانه، وليس السنيورة فقط.

ـ ثالثاً، حملة الحزب على السنيورة لا تصيب الحريري سياسياً بل تستهدفه اقتصادياً، وهو الذي يستعدّ لمؤتمر «سيدر». فالمانحون في هذا المؤتمر، وضعوا معايير عالية الصرامة في طريقة صرف أموال القروض، والتلزيمات، ويستعدّ الحريري لاستقبال وفد فرنسي للتحضير لـ«سيدر» وسط تشدّد ورقابة مسبقة على أيّ قرش سيتم دفعُه، وما فعله «حزب الله» في قضية الـ11 مليار .

وعلى الرغم من انّ الدول المانحة تملك معلومات مفصلة عن الوضع الاقتصادي، يعطي صورة سلبية ويؤثر على الإعداد للمؤتمر، ويوجّه رسالة الى المانحين مفادها أنّ اموالهم سيكون مصيرها كمصير الـ11مليار دولار، وهذا في حدّ ذاته ضغط اضافي على الحريري، لإجباره على الرضوخ لشروط الحزب، علماً انّ ايّ التصاق للخطاب الرسمي اللبناني مع «حزب الله»، في مرحلة تعرضه للحصار العربي والدولي، يعني انّ لبنان سيدفع ثمن هذا الالتصاق سياسياً واقتصادياً، وهو ما يحاذر الحريري فعله لأنه يدرك النتائج، في وقت تزداد العزلة العربية والدولية، وهو ما ترجم في قمة شرم الشيخ التي بدا فيها الوفد الرسمي اللبناني خارج الاهتمام العربي والاوروبي.

وقد يهمك أيضأ أزمة عودة النازحين صداع في رأس الهيئات الأُممية في لبنان

:تسيبي ليفني تتهم رئيس الوزراء الإسرائيلي بتسييس عملية أنفاق حزب الله اللبناني