الأونروا

قال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، رئيس دائرة شؤون اللاجئين زكريا الأغا، تعقيبا على قرار الولايات المتحدة بتعليق دفع مبلغ 65 مليون دولار من أصل مبلغ 125 مليون دولار، كانت مرصودة مسبقا لصالح وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، إن هذا القرار يأتي في إطار الإجراءات الأميركية الهادفة لتصفية القضية الفلسطينية دون أن تراعي قرارات الشرعية الدولية الخاصة بالقضية الفلسطينية، بما فيها القرارات المتعلقة بقضية اللاجئين الفلسطينيين وتفويض الأونروا من الجمعية العامة للأمم المتحدة، بتقديم الرعاية والخدمات الأساسية لهم.

ووصف الأغا في بيان اليوم الأربعاء، هذا الإجراء الذي جاء إثر التهديدات  الأميركية بقطع المساعدات عن السلطة الوطنية الفلسطينية ووكالة الأونروا، بأنه يأتي في إطار الابتزاز الأميركي للقيادة الفلسطينية التي رفضت بشكل قاطع قرار الولايات المتحدة اعتبار القدس عاصمة لدولة الاحتلال الإسرائيلي ونقل سفارتها اليها.

واستغرب الأغا رغبة الإدارة  الأميركية في إعادة تقييم للطريقة التي تعمل بها وتُمول بها الأونروا، ما يعني أن هذه الإدارة تمعن في تجاهل الشرعية الدولية وقراراتها، بما فيها تلك المتعلقة بإنشاء الأونروا، مشيرا الى أن الولايات المتحدة والتي هي المانح الأكبر لهذه الوكالة الدولية، تدرك جيدا أهميتها كعامل استقرار في المنطقة، خاصة وأن خدماتها لا تقتصر على الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة، بل تشمل كذلك الدول المجاورة: الأردن وسوريا ولبنان، والتي تتحمل جميعا أعباء كبيرة تجاه استضافة اللاجئين الفلسطينيين، وأن مساهمة الولايات المتحدة للأونروا لا تأتي في إطار الإحسان للفلسطينيين بل هي مسؤولية دولية اتجاه اللاجئين الفلسطينيين الذين تم تشريدهم من ديارهم منذ سبعة عقود وتقاعس المجتمع الدولي عن إنصافهم وتنفيذ القرار 194 لسنة 1948 الصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة، والذي ينصح على حقهم في العودة الى ديارهم التي شردوا منها.

وأشار الأغا إلى أن التحدي الذي يواجه عمليات الأونروا التي تعاني أصلا من قصور التمويل لموازنتها خلال السنوات الأخيرة، هو أن الولايات المتحدة كانت منذ عقود أكبر مانح للوكالة، إذ كانت تغطي ثلاثين بالمئة من تمويلها في الأعوام الأخيرة، ما يتطلب أن تكثف الأمم المتحدة جهودها لتوسيع قاعدة المانحين للتعويض عن الجريمة  الأميركية الجديدة بحق الشعب الفلسطيني والتي تأتي في إطار الانحياز الأميركي والرضوخ للإملاءات الإسرائيلية الهادفة لتصفية الأونروا، وتحميل مسؤولياتها للمفوضية العليا لشؤون اللاجئين لتصفية ملف اللاجئين الفلسطينيين.

وناشد الأغا المجتمع الدولي، التصدي للخروج الأميركي عن القانون الدولي والشرعية الدولية، بدءا من اعتبار القدس عاصمة لإسرائيل، ثم قطع مساعداتها خاصة للأونروا والتي هي ليست مؤسسة فلسطينية بل مؤسسة للأمم المتحدة تقدم خدمات حيوية للاجئين، الذين يعانون من أوضاع معيشية وإنسانية صعبة في جميع أماكن تواجدهم.

يشار الى أن الأغا سيشارك يوم غد الخميس، في اجتماع الدول المضيفة للاجئين الفلسطينيين مع المفوض العام للأونروا في العاصمة الأردنية عمّان.