الحلويات والمملحات الجزائرية

كشفت المختصة في الطبخ, دليلة شردود, عن أسرار مهنة صناعة الحلويات في الجزائر، وعن طريقة اقتحامها رفقة شقيقاتها الثلاثة ووالدتها هذا العالم الشيق والممتع، إذ بدأت بالحديث، خلال الزيارة التي قام بها إلى محلها الصغير، الكائن في وسط محافظة الجزائر العاصمة, عن تاريخ اقتحامها لذلك العالم، قائلة "إن والدتها السيدة فتيحة لعبت دورًا كبيرًا في نقل مهنة الطبخ لهن, ففي بداية 2000  كن يساعدنها في تسليم الطلبيات للزبائن، وبمرور الوقت تمكن من اكتشاف أسرار مهمة عن صناعة الحلويات الجزائرية التقليدية، وأيضُا العصرية وحتى " المملحات ".


 
وأضاف شردود، خلال مقابلة خاصة لـ"اليمن اليوم"، أنهن افتتحن أخيرًا محل صغير خاص بهن سموه بـ " didi délice", فالزائر لهذا المحل يشعر وكأنه يقوم بجولة في أعماق الجزائر القديمة, بالنظر إلى الحلويات التقليدية المعروضة في واجهته، والتي تروي كلها حكايات عن التراث, أبرزها حلوى " المقروط " الذي يعتبر سيد المائدة الجزائرية في الأفراح والمناسبات كالأعياد مثلًا, متابعة "لا يمكن أيضًا لبعض العائلات في بعض المحافظات كتنس مثلًا الاستغناء عنه, فيجب أن يرافق قهوة الصباح والمساء, وأيضًا حلوى " الغريبية "، وهي من بين الحلويات المشهورة, المعروفة بأنها تذوب في الفم, و"التشاراك العريان ".


 
ولم يقتصر إبداع دليلة وشقيقاتها الثلاثة ووالدتها على صنع الحلويات التقليدية فقط، بسبب تشبثهن بالتراث الجزائري, بل يبدعن أيضًا في صناعة الحلويات العصرية، كالحلوى الإيطالية المشهورة "اليتراميسو " و"بافلوفا " الفرنسية، وغيرها من الحلويات التي جذبت أنظار الزبائن.
 
وبشأن الشيء الذي يميز حلويات محل "didi délice  ", أكدت دليلة، أنه اللمسة التي تضفيها هيام الشقيقة الصغرى على قوالب الحلوى الخاصة بأعياد الميلاد, فهي صورًا للرسوم المتحركة مثل "سبيدرمان " أو "باربي " عليها، نزولًا عند رغبة الأطفال, فتضفي ديكورًا مميزًا عليها, مستعملة الموهبة التي تتمتع بها في الرسم فهي في الأصل فنانة تشكيلية.
 
وأوضحت شردود, أن الحلويات التي يصنعنها لقيت رواجًا كبيرًا عبر مختلف محافظات الجزائر, لا سيما التقليدية منها، فالجزائريين لا زالوا متمسكين بهويتهم وأصالتهم, فرغم التطور الذي عرفه المجال, إلا أن الحلويات التقليدية لا زالت تسيطر على الموائد.