السيد حسن نصرالله

نفى حزب الله اتهامات عربية بإرساله أسلحة الى دول خليجية على رأسها اليمن والبحرين،معلنا استعداده لسحب قواته من العراق في ظل الانتصارات التي حققها بالتعاون مع القوات العراقية والسورية ضد تنظيم الدولة الإسلامية.

وقلل الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله في خطاب متلفز الإثنين بثته قناة المنار من أهمية بيان جامعة الدول العربية الذي وصف حزب الله بـ"الارهابي"، معتبراً أن ما تضمنه البيان كلام "تافه".وتأتي هذه التصريحات غداة اجتماع طارئ عقده وزراء الخارجية العرب في القاهرة الأحد بطلب سعودي، على خلفية اطلاق المتمردين الحوثيين قبل أكثر من أسبوعين صاروخاً بالستياً باتجاه السعودية.

وأصدر المجتمعون في ختام الجلسة بياناً حملوا فيه حزب الله "الارهابي"، "الشريك في الحكومة اللبنانية مسؤولية دعم الجماعات الارهابية في الدول العربية بالاسلحة المتطورة والصواريخ البالستية".وخلال خطاب خصصه للتعليق على التصعيد الخليجي والانتصارات الميدانية ضد تنظيم الدولة الاسلامية، قال نصرالله "لم نرسل سلاحاً الى اليمن ولا سلاحاً الى البحرين ولا الى الكويت، ولا الى العراق"، جازماً "لم نرسل سلاحاً لأي بلد عربي، لا صواريخ باليسيتية ولا أسلحة متطورة ولا حتى مسدس".

وأضاف "ثمة مكانين أرسلنا اليهما سلاحاً بكل شفافية، الأول فلسطين المحتلة، حيث لنا شرف ارسال صواريخ كورنيت، وفي سوريا السلاح الذي نقاتل به".


ووصف نصرالله ما ورد في بيان جامعة الدول العربية بـأنه "كلام سخيف تافه ضعيف لا يستند إلى أي دليل".

وخلال اجتماع الجامعة العربية، شنت السعودية والبحرين هجوماً شديد اللهجة على إيران وحزب الله، وأكدت الرياض أنها "لن تبقى مكتوفة الايدي" في مرحلة تشهد توتراً متصاعداً بين القوتين الاقليميتين في الشرق الاوسط.

ودانت الجامعة العربية اطلاق صاروخ قالت انه "ايراني الصنع" على السعودية في الرابع من تشرين الثاني/نوفمبر.

وكانت السعودية اتهمت في وقت سابق حزب الله باطلاق الصاروخ من الأراضي اليمنية.

إلا أن نصرالله أكد أن "لا علاقة لأي رجل من حزب الله اللبناني باطلاق هذا الصاروخ"، نافياً "هذا الاتهام الذي لا يستند الى حقيقة ولا إلى دليل".

وقلل نصرالله من أهمية وصف حزب الله بـ"الارهابي"، قائلاً "هذا الاتهام ليس بجديد (...) ليس هناك ما يدعو للتوتر، هناك ما يدعو للأسف".

وأضاف "في الوقت الذي نطرد فيه داعش من البوكمال، داعش التي يجمع العالم كله على توصيفها بأنها منظمة ارهابية، يأتي هؤلاء ليصفوا حزب الله بأنه منظمة ارهابية".

ويقاتل حزب الله منذ العام 2013 إلى جانب الجيش السوري في معاركه ضد تنظيم الدولة الإسلامية والفصائل المعارضة على حد سواء.

وقد شارك مؤخراً إلى جانب مقاتلين إيرانيين وعراقيين في معركة البوكمال، التي استعاد الجيش السوري السيطرة عليها الأحد، وكانت آخر مدينة تحت سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا والعراق.

وقال نصرالله "نستطيع اليوم أن نقول مع تحرير آخر جيب أو حي أو شارع في مدينة البوكمال يمكن للتاريخ أن يسجل نهاية دولة داعش"، مقراً بمقتل "عدد كبير" من مقاتلي حزب الله في المعركة.

- استعداد للانسحاب -

وتعد خسارة مدينة البوكمال السورية وبلدة راوة العراقية آخر الهزائم الكبرى التي مني بها التنظيم المتطرف.

ولم يعد التنظيم يتواجد سوى في جيوب متفرقة في سوريا والعراق.

وعلى ضوء تلك التطورات الميدانية، أعرب حزب الله عن استعداده لسحب "أعداد كبيرة من قادتنا وكوادرنا الجهادية" كان أرسلها إلى العراق خلال السنوات الماضية.

وقال نصرالله "سنقوم بمراجعة للموقف وإذا وجدنا أن الأمر قد أنجز ولم يكن هناك حاجة لوجود هؤلاء الأخوة هناك سيعودون للالتحاق في أي ساحة أخرى تتطلب منهم ذلك".

واضاف "نعتبر أن المهمة انجزت ولكن بانتظار اعلان النصر النهائي العراقي"، مؤكداً أن لا علاقة بين قرار حزب الله هذا وبيان وزراء الخارجية العرب، بل "هذا له علاقة ان داعش لحقت بها الهزيمة المطلوبة، ولم يعد هناك حاجة لوجود كوادر حزب الله في العراق".

- "ننتظر الحريري" -

في الشأن اللبناني الداخلي، قال نصر الله "بالتأكيد نحن جميعاً في لبنان ننتظر عودة رئيس الحكومة، نحن منفتحون على كل حوار وكل نقاش يجري في البلد"، مضيفاً "الاولوية عودة رئيس الحكومة سعد الحريري الى لبنان".

ويشهد لبنان أزمة سياسية منذ تقديم رئيس الحكومة استقالته بشكل مفاجئ من الرياض في الرابع من الشهر الحالي، بعد توجيهه انتقادات لاذعة الى حزب الله وايران لتدخلهما في صراعات المنطقة.

وصعّد لبنان الرسمي مواقفه تجاه السعودية بعد استقالة الحريري التي لم يقبلها رئيس الجمهورية رسمياً بعد، متهماً اياها بـ"احتجازه" برغم تأكيد الأخير أنه "حر" في تنقلاته.

ودعا نصرالله دولاً عربية، أبرزها السعودية، إلى عدم التدخل في الشأن اللبناني.

وقال "لا تتدخلوا في شؤون لبنان، مثل التدخل السافر والفض الذي شهدناه خلال الأسبوعين الماضيين".