المهمشون في اليمن

يعيش المهمشون في اليمن، والذين يطلق عليهم الشارع اليمني مصطلح (الاخدام)، أوضاعًا وظروفًا اقتصادية صعبة , لكنهم  يتحدّون واقع الحال  بسبب ظروف الحرب، من خلال الاستمرار في القيام بحرفهم البسيطة التي لا تعمل فيها الطبقات الاجتماعية الاخرى.

حرفة المهمشين هي خياط الأحذية وإعادة ترميمها، يضاف اليها مهنة العمل بالنظافة وتحسين وتنظيف المدن, في جمع مخلفات القمامة ووضعها في صناديق خاصة. فهم يبقون لساعات في العمل تحت اشعة الشمس في خياط الاحذية ,لعلهم يحصلون على بعض المال لسد جوع اسرهم حسبما يحكون , وهي حرفتهم التي يحصلون على المال من خلالها. لكن قساوة الظروف وركود الاسواق وتدني دخل المواطنيين وانقطاع صرف الرواتب أثر عليهم

ويقول  أحمد العتر وهو أحد المهمشين، ان لديه عددًا من الابناء، ولا توجد لديهم حرفة لان المجتمع لا يقبلهم في أي عمل لان هناك فوارق اجتماعية , لذا يعملون في ترميم الاحذية او في صندوق النظافة لتنظيف الشوارع , ولا يوجد لديهم مصدر آخر للدخل. ويضيف نحن هذه حياتنا وفي العشش مسكننا , وحتى المصاهرة مع المجتمع لا تتم لأنه يتم النظر الينا بسخرية , حتى في المدارس يتعرض أبناؤنا للمضايقة , ومعظم الابناء غادروا صفوف الدراسة للعمل بهذه المهنة.

اما صابر ناجي فيقول انه وبسبب الحرب القائمة فقدنا عملنا في النظافة والتحسين , الذي كنا نحصل على راتب منه وتوقف العمل , واليوم نعيش اوضاعًا صعبة جداً . ويشير صابر الى ان المجتمع لم يغير نظرته اليهم، والمهن والحرف المتدنية هي من نصيبهم . واذا نظرت الى المحال لن تجد مهمشًا لديه محل او استثمار , لأن المجتمع لم يغير نظرته الينا ولم يشجعنا , حتى  الحكومة والسلطات , تسخر منا وتقوم بمحاربتنا.

هذه هي المهنة الذي يسيطر عليها المهمشون ويقدمون خدمات للبسطاء عندما تدمر احذيتهم بإعادة ترميمها بمبالغ مالية بسيطة .حتى المهمشون يتحدون ظروف الحرب والاوضاع الاقتصادية الصعبة , بحرفهم التي تساعدهم على مواجهة
متاعب الحياة وقساوتها.