مجزرة الكلاب

سادت حالة من الغضب العارم لدى سُكّان المعادي بعد انتشار جثث العشرات من الكلاب المقتولة بالضاحية الأكثر هدوءً في القاهرة، وهي الحملة التي أعلن النائب جمال الشريف تنسيقه لها، وتوجه عدد من الأهالي إلى مكتب النائب، يطالبونه بالتوّقف عما وصفوه بـ"مجزرة الكلاب" لكن من دون جدوى، ما أجبرهم على تدشين حملة ضده وضد مصلحة الطب البيطرى، لترد صفحة النائب عبر موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" "شكاوى الأهالي من الكلاب الضالة: يوجد طالبان في المستشفى، و10 حالات تم تطعيمهم بعقار ضد تسمم الكلاب الضالة، وكل معترض على الحملة سيكون له رد آخر لو أنه تعرّض للتضرر أو أحد من أولاده

وكانت مديرية الطب البيطري في القاهرة قد دشّنت حملة لسم "الكلاب الضالة" في منطقة المعادى، من خلال استخدام عقار "سلفات الأستركنين
وقالت لمياء كامل، أحد السكان:حملة الطب البيطري والنائب جمال الشريف منذ شهر يونيو/حزيران الماضى، وناشدناه أكثر من مرة التوقف من دون جدوى, سُم الأستركنين مُحرّم دوليًا، ويظل أثره في منطقة التسميم 4 شهور، وهو ما يشكّل خطرًا حقيقيًا على حياة المواطنين وأطفالهم، ورأينا تعرض عدد من المواطنين للخطر في أماكن أخرى نتيجة استخدامه, مطالبة وزارة الزراعة وجمعيات الرفق بالحيوان بالتصدى لظاهرة قتل الكلاب.

وأكّد جمال الشريف، النائب عن دائرة المعادى،أن الحملة نظمت بالتواصل مع مديرية الطب البيطري نتيجة كثرة شكاوى أهالي الدائرة من الكلاب الضالة. وأضاف الشريف، أنه بعد شعوره بغضب الناشطين في مجال الرفق الحيوان اجتمع مع إحدى منظمات الرفق بالحيوان لوضع أسس علمية في التعامل مع الكلاب الضالة فى المستقبل. مؤكدا على أن دوره فى الحملة اقتصر على مخاطبة الطب البيطري وتحديد أماكن تواجد الكلاب الضالة بالدائرة.

و نفى المهندس عادل عبدالظاهر، رئيس حي المعادى، مسؤولية الحي عن الحملة أو الاشتراك فيها، معلنًا تضامنه مع غضب الأهالي: الحي ليس من اختصاصه تدشين هذه الحملات، ولكني سأقوم بالاتصال بمديرية الطب البيطري ونقل حالة الغضب، وإمكانية التنسيق بيننا لحل المشكلة

. وأضافت دينا ذوالفقار، الناشطة بمجال حقوق الحيوان، أن وزارة الزراعة ومديريات الطب البيطرى تقتل الكلاب بشكل ممنهج، ولا تتبع أساليب علمية فى معاملة الكلاب الضالة، الأمر الذى بدوره يؤثر على سمعة مصر دوليًا.

 وتساءلت: هل يمكن للسائحين أن يأتوا إلى دولة بعض مؤسساتها مثل وزارة الزراعة أو الطب البيطري تنظم عملية قتل ممنهج للحيوانات بهذه الطريقة، ويرون تلك المشاهد في الشوارع، داعية الحكومة إلى تغليظ العقوبات الموقّعة على مَن يمارسون القتل الممنهج ضد الحيوانات، كما دعت وزارة التربية والتعليم إلى وضع منهج "أخلاقي" لطلاب التعليم الأساسى لتعليمهم كيفية التعامل مع الحيوانات، خاصة أن بعض الأطفال ينشرون فيديوهات أثناء تعذيبهم الكلاب والقطط على الإنترنت، نتيجة اعتيادهم المشاهد البشعة منذ الصغر.

وقال الدكتور سيد عبيد، مدير إدارة الطب البيطري في القاهرة، إن الإدارة لم تتلقَّ أى طلبات من أى من النواب حول الكلاب الضالة، مضيفًا أن الإدارة تقوم بالفعل بحملات دورية لمواجهة الكلاب الضالة في المعادي وغيرها.