الرئيس الصيني شي جينبينغ

حضّ الرئيس الصيني شي جينبينغ، في اتصال هاتفي مع نظيره الأميركي دونالد ترامب، على تجنّب “تأجيج” التوتر في شبه الجزيرة الكورية، فيما تحدثت وسائل إعلام رسمية في بيونغيانغ عن استعدادات لشنّ “هجوم أخير” على الولايات المتحدة، وتطوّع 3.5 مليون كوري لقتالها، ويأتي هذا الاتصال بعد ساعات على تصعيد ترامب تهديداته للدولة الستالينية، إذ حذر زعيمها كيم جونغ أون من أنه “سيندم سريعاً” إذا شنّ هجوماً على الولايات المتحدة أو حلفائها، وكان الرئيس الأميركي الذي سيعقد غداً مؤتمراً صحافياً “ضخماً”، هدد بتدخل عسكري في فنزويلا التي اعتبرت تصريحاته “جنوناً”، واتهمته بتهديد استقرار أميركا اللاتينية.

وتهافت مواطنو كوريا الجنوبية لشراء مزيد من الوجبات الجاهزة لاستخدامها في حالات الطوارئ، فيما تعتزم سيول وواشنطن المضيّ في مناورات عسكرية ضخمة سنوية، بين 21 و31 الشهر الجاري، تزامن ذلك مع بدء اليابان نشر منظومة “باتريوت” الصاروخية المضادة للصواريخ، بعد تهديد كوريا الشمالية بإطلاق صواريخ باليستية فوق أراضيها في اتجاه جزيرة غوام في المحيط الهادئ.

وأعلن البيت الأبيض أن ترامب وشي جينبينغ “اتفقا على ضرورة أن توقف كوريا الشمالية سلوكها الاستفزازي والتصعيدي”، مضيفاً أنهما “أكدا مجدداً التزامهما نزع السلاح النووي من شبه الجزيرة الكورية”، وتابع أن العلاقات بين الرئيسين “وثيقة جداً ويُرجى أن تقود إلى تسوية سلمية للمشكلة الكورية الشمالية”، أما الخارجية الصينية فذكرت أن شي جينبينغ أبلغ ترامب أن “على الأطراف المعنيين ضبط النفس وتجنّب الأقوال والأفعال التي تؤجّج التوتر في شبه الجزيرة الكورية”، وأضافت أن الرئيس الأميركي قال لشي إنه “يتفهّم تماماً دور الصين في الملف النووي في شبه الجزيرة الكورية”، وكان ترامب علّق على إعلان بيونغيانغ خطة لإطلاق صواريخ باليستية تسقط قرب غوام، مؤكداً أن “الحلول العسكرية جاهزة”، وأضاف في إشارة إلى كيم الثالث: “إذا تفوّه بتهديد واحد، أو إذا فعل أي شيء في ما يتعلّق بغوام أو أي مكان آخر يتبع أراضي أميركا أو حليف لها، فسيندم سريعاً”.

ونبّه إلى أن الوضع في كوريا الشمالية “بالغ الخطورة ولن يستمرّ”، مضيفاً: “نعتقد بأن أشياء جيدة كثيرة يمكن أن تحدث، وقد يكون لدينا أيضاً حلّ سيء”، واستدرك أن “أحداً لا يرغب في الحلول السلمية أكثر من الرئيس ترامب”، رافضاً الحديث عن “قناة خلفية” بين واشنطن وبيونغيانغ، نشرت وكالة “أسوشييتد برس” معلومات في شأنها، لكن دانيال روسيل الذي كان حتى الربيع الماضي أبرز ديبلوماسي أميركي في ما يتعلّق بشؤون شرق آسيا، لفت إلى أن قناة الاتصال التي تُعرف بـ “قناة نيويورك” استُخدمت طيلة سنوات و “لم تكن إطلاقاً وسيلة تفاوض” بين الجانبين، وكان لافتاً أن ترامب ندّد بتعليقات أدلت بها المستشارة الألمانية أنجيلا مركل، حذرت من أي حلّ عسكري ومن تصعيد خطابي، قائلاً “لتتحدّث عن ألمانيا، قد تكون تشير إلى ألمانيا، وهي بالتأكيد لا تشير إلى الولايات المتحدة”.

ووصفت صحيفة “مينجو جوسون” التابعة للحكومة الكورية الشمالية تهديدات ترامب “وآخرين من أذيال النظام الأميركي”، بـ “محاولة يائسة أخيرة وبنوبة هستيريا استولت على المستسلمين لليأس” في ظل احتمال “تلاشٍ مأسوي للإمبراطورية الأميركية”، وأضافت أن “الجيش الثوري الكوري الشمالي، القادر على خوض أي حرب تريدها الولايات المتحدة، مستعد الآن لإطلاق النار على أراضيها، في انتظار أمر بشنّ هجوم نهائي”، وأوردت صحيفة “رودونغ سينمون” الرسمية أن حوالى 3.5 مليون كوري شمالي تطوّعوا للانضمام إلى جيش الدولة الستالينية، أو العودة إليه، لقتال الولايات المتحدة.

ونشر جوزيف بيرموديز، وهو خبير في الشؤون الدفاعية الكورية الشمالية، صوراً التقطها قمر اصطناعي تُظهر على الأرجح استعداد بيونغيانغ لاختبار صاروخ باليستي انطلاقاً من غواصة، تزامن ذلك مع تقارير لوسائل إعلام يابانية أفادت بأن وزارة الدفاع بدأت نشر منظومة “باتريوت” الأميركية المضادة للصواريخ في أربعة مواقع يمكن أن تقع على مسار الصواريخ الكورية الشمالية، إذا أُطلقت في اتجاه غوام، وحمّل وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون بيونغيانغ مسؤولية “هذه المشكلة”، معتبراً أن “عليها تسويتها”، وأضاف أنّ “المجتمع الدولي متّحد في تأكيد وقف كوريا الشمالية تحرّكاتها العدائية”، لكن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اتخذ موقفاً أكثر ليونة، إذ دعا إلى تحمّل “المسؤولية ومنع أي تصعيد للتوتر”، وحضّ كوريا الشمالية على “الامتثال فوراً لالتزاماتها الدولية” وتفكيك برنامجَيها النووي والصاروخي.