منظمة "أوكسفام" الخيرية الدولية

اعترف رئيس فرع بريطانيا في منظمة "أوكسفام" الخيرية الدولية، الثلاثاء، خلال مثوله أمام لجنة بريطانية، أن المنظمة تلقت 26 شكوى أخرى منذ نشر تحقيق مسرب بشأن مزاعم تقول إن العاملين في فرع المنظمة في هايتي، خلال وجودهم للمساعدة في عمليات الإغاثة عندما تعرضت الجزيرة لهزة أرضية مدمرة عام 2010، دفعوا أموالًا لنساء مقابل علاقات جنسية وأجبروا أخريات على «ممارسة الجنس معهم مقابل الحصول على المعونة».
 
لكن نفت المنظمة أنها تسترت على الفضائح التي تتضمن الإساءة جنسيًا إلى النساء، ومن المحتمل أن يكون بينهن قاصرات، وذلك في هايتي عام 2011 وفي تشاد عام 2006. وقال مارك غولدرينغ الذي تولى رئاسة الفرع البريطاني للمنظمة الخيرية منذ عام 2013، إن نحو سبعة آلاف من المانحين ألغوا تبرعاتهم المنتظمة لـ«أوكسفام» منذ أن تم الإعلان عن الفضيحة التي تورط فيها العاملون بفرع المنظمة بهايتي لأول مرة حين نشرت عنها صحيفة التايمز البريطانية في 9 فبراير/ شباط الجاري.

واعتذر غولدرينغ «بصدق» نيابة عن «أوكسفام» إلى اللجنة التي أفادت بأنها ستجري تحقيقها الخاص بشأن الانتهاكات التي وقعت في قطاع الإغاثة الخارجية، وأضاف أمام لجنة برلمانية بعد نشر التقرير الداخلي للمنظمة البريطانية، الإثنين الماضي، أن المزاعم الجديدة بشأن سوء السلوك الجنسي تتراوح «في المدى الزمني بين وقائع حدثت مؤخرًا، ووقائع حدثت على فترات أقدم، ولم تقدم الضحايا أي شكوى في حينها"، موضحًا كما نقلت عنه الوكالة الألمانية، أن 16 من هذه المزاعم تتعلق بعمليات «أوكسفام» الدولية، وأنها تشمل «جميع الحالات من الخطيرة للغاية حتى البسيطة».

بينما قالت ويني بيانيما، المدير التنفيذي لمنظمة أوكسفام الدولية، خلال جلسة استماع لنواب البرلمان أعضاء لجنة التنمية الدولية، إنها تشعر «بالعار» بعد سماعها المزاعم الأخيرة. وأضافت «إنني قضيت حياتي في السعي للدفاع عن حقوق النساء، والنضال من أجل الأشخاص الذين يعيشون في فقر»، وتابعت «إن هذا الأمر يسبب لي الألم، فقد تسلل بعض الرجال الذين يتسمون بالأعمال الشائنة إلى منظمتنا، وأساءوا إلى الثقة التي أولاها الشعب البريطاني لها وكذلك التي أولاها الداعمون لأنشطتها».
ومضت ويني قائلة «ولكن هؤلاء الأشخاص تمكنوا من الإفلات وحصلوا على توصية بترك المنظمة والبحث عن وظائف أخرى، وهذا خطأ»، واعتذرت المنظمة رسميًا لهايتي الإثنين، بشأن فضيحة استقدام مومسات إلى مقراتها في مناطق الإغاثة التي تعمل فيها.

وكشف تقرير لـ«أوكسفام» من عام 2011 نشر في وقت سابق ذاته بشأن سلوكيات عمال الإغاثة الذين أرسلوا إلى هايتي، موضحًا أن سبعة موظفين اتهموا بإقامة علاقات مع مومسات في منزل تموله «أوكسفام»، إذ تمت إقالة أربعة موظفين، فيما سمح لثلاثة آخرين بينهم المدير السابق لـ«أوكسفام» في هايتي رولاند فان هوفرميرن بمغادرة المنظمة.
 
وأبرز غولدرينغ: «نريد من الناس الإبلاغ» عن هذه القضايا، قائلًا إنه تم وضع ضمانات عقب تحقيق داخلي في 2011 بشأن سلوكيات بعض موظفي «أوكسفام» في هايتي، لكنه أقر بأن الهيئة لم تقم بما هو كاف، وكشفت «أوكسفام» الأسبوع الماضي عن خطة تحرك للتعاطي مع التحرش والانتهاكات الجنسية، بما في ذلك إقامة نظام تدقيق جديد للموظفين.