رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي

اعتذرت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي عن فقدها لأغلبية حزبها المحافظ في الإنتخابات التي جرت في يونيو (حزيران) الماضي وردت على منتقديها يوم الأحد قائلة إن لديها الإستراتيجية الصحيحة لقيادة بريطانيا والتوصل إلى إتفاق للخروج من الإتحاد الأوروبي.

وتريد ماي، التي تواجه دعوات من داخل حزبها للتنحي، انتهاز فرصة المؤتمر السنوي لحزب المحافظين في مانشستر هذا الأسبوع لتعديل جدول أعمالها وتقديم المال للطلاب والأشخاص الذين وصفتهم من قبل بأنهم “بالكاد يدبرون شؤونهم” في بريطانيا.

وهونت ماي في حديث مع تلفزيون هيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي) من شأن خلاف بين الوزراء في حكومتها قائلة إنهم متحدون وراء برنامجها ومتفقون على سياسة الخروج من الإتحاد الأوروبي.

جاء ذلك بعد يوم من عرض وزير الخارجية بوريس جونسون، الذي ربما يكون المنافس الرئيسي لماي، أربعة خطوط حمراء في المحادثات المعقدة مع الإتحاد الأوروبي.

وقالت ماي فيما بدا أنها مناشدة لأعضاء الحزب الذين ما زالوا غاضبين بشأن نتيجة الإنتخابات “استمعنا للرسالة الصادرة عن هذه الإنتخابات. لكنني كنت واضحة تماما، فأنا دعوت للإنتخابات وقدت الحملة وأتحمل المسؤولية وأنا آسفة لأن بعض أعضاء البرلمان الجيدين جدا فقدوا مقاعدهم”.

وقالت ماي عن كلمة ألقتها في إيطاليا الشهر الماضي في محاولة لبدء محادثات الخروج من الإتحاد الأوروبي التي كادت تتعثر “ما لدي هو حكومة متحدة بشأن مهمتها… ومتفقة على الأسلوب الذي انتهجناه في فلورنسا”.

وأضافت “بوريس قطعا يؤيد خطاب فلورنسا والنهج الذي نتخذه”.

وظهرت الخلافات داخل الحكومة عندما لجأ الوزراء إلى وسائل الإعلام للحديث عن خلافاتهم ليس فقط بشأن الخروج من الإتحاد الأوروبي بل أيضا بشأن موقف الحكومة من التقشف إذ يشعر العديد من المحافظين بالقلق بشأن تنامي شعبية حزب العمال المعارض الرئيسي.

وبعد موافقة الوزراء على السعي لفترة إنتقالية بعد خروج بريطانيا من الإتحاد الأوروبي في مارس (آذار) 2019 قال جونسون عشية المؤتمر إن الفترة الإنتقالية يجب ألا تزيد عن عامين وإن بريطانيا يجب ألا تقبل أي أحكام جديدة للإتحاد الأوروبي أو محكمة العدل الأوروبية خلال الفترة الإنتقالية وألا تقدم مدفوعات لدخول السوق الموحدة بعد انتهاء المرحلة الإنتقالية وألا توافق على إتفاقات طوعية مع الأطراف لكسب حق دخول السوق الموحدة.

ولا تختلف مطالبه كثيرا عن موقف ماي لكنها تزيد الضغوط عليها ولا تترك مجالا في المحادثات لتفكيك علاقة مع الإتحاد منذ أكثر من 40 عاما حيث يقول المفاوضون الأوروبيون إنهم لم يحققوا بعد تقدما كافيا للانتقال لبحث العلاقة المستقبلية بين الطرفين.

وقال منافس آخر يسعى ليحل محل ماي وهو زعيم حزب المحافظين الاسكتلندي روث ديفيدسون للمؤتمر إن الوقت حان “للتوحد وراء زعيمتنا للتوصل لأفضل إتفاق بالنسبة لنا والإتفاق الصحيح لأوروبا أيضا”.