معسكرات اعتقال مسلمي"الأويغور"

انتقدت الصين تقارير وسائل إعلام أميركية، تفيد بأن المعتقلين المسلمين في إقليم "شينغيانغ"، والذي يتمتع بالحكم الذاتي في شمال غرب البلاد، يتعرضون للعمل بالسخرة (العمل القسري)، ووصفت هوا تشونايغ، المتحدثة باسم وزارة الخارجية في مؤتمر صحافي هذه المزاعم بأنها "هجوم خبيث يشوه الحقيقة".
أقرأ أيضا:تحرّكات دونالد ترامب تجاه الفلسطينيين تضرّ بالإسرائيليين

وذكرت صحيفة "ديلي تلغراف" البريطانية، أن تشونايغ أصرت على أن برامج إعادة التعليم من خلال العمل في الصين، وهي شكل بارز من أشكال العقاب خلال الثورة الثقافية، أُلغيت منذ فترة طويلة، مضيفة أنها يمكن أن تفهم الآن لماذا يشكو الرئيس الأميركي دونالد ترامب، كثيرا من وسائل الإعلام الأميركية.

وأفادت وكالة "أسوشيتد برس" الأميركية، يوم الثلاثاء، أن المسلمين المحتجزين في معسكرات الاعتقال في المنطقة المضطربة يجبرون على العمل في مصانع المواد الغذائية والملابس، وبعد تعقب شحنة مصنع واحدة، وجد المراسلون أن الملابس قد أرسلت إلى "بادجير سبورتس وير Badger Sportswear"، وهي ماركة أميركية تزود الجامعات الرياضية في الولايات المتحدة بالملابس.

ورداً على هذه الاتهامات، قال رئيس مجلس إدارة شركة "بادجير"، جون أنطوان، إنه قد يبحث عن مصدر آخر لتصنيع الملابس الرياضية، بينما تجري عملية التحقيق. ويُحتجز ما يصل إلى مليون مسلم من الإيغور وغيرهم من الأعراق الأخرى، في معسكرات "شينغيانغ"، وفقا لتقديرات الأمم المتحدة.

وأُدخلت المخيمات إلى جانب إجراءات أمنية أخرى مثل نقاط تفتيش نظام تحديد المواقع العالمي، وأجهزة التعرف على الوجه، إلى المنطقة منذ حوالي عامين في محاولة للسيطرة على ما تقول بكين إنه نمو للتطرف الديني.

وشهد إقليم شينغيانغ، الواقع على الحدود مع باكستان وأفغانستان، هجمات عنيفة في العقود الأخيرة، حيث يسعى متشددون من "الأويغور" إلى الحصول على المزيد من الحكم الذاتي أو حتى الاستقلال عن الصين، مما أدى إلى مقتل المئات. ويقال إن من بين المعتقلين عشرات من النساء الباكستانيات اللواتي عبرن من منطقة "غيلغيت بالتستان" المجاورة؛ للزواج من رجال مسلمين.

و"شينغيانغ" ذات مصداقية عالية، خاصة وأن التلفزيون الحكومي في الصين أظهر أن العديد من الأشخاص في مثل هذه المرافق ينخرطون في العمل."، وقال:" بناء على التقارير البحثية والإعلامية الواسعة لمنظمة العفو الدولية، لا يوجد دليل يشير إلى أن الأشخاص الذين تتم إعادتهم إلى مراكز إعادة التعليم، أرسلوا إلى هناك كنتيجة لقرار من المحكمة، وبالتالي فإن هذا الشكل من أشكال العمل يعد عملا قسريا بموجب القانون الدولي، ويجب على السلطات الصينية التحرك بسرعة لإلغاء هذا النظام."

واستثمرت الصين عشرات المليارات من الدولارات لتطوير باكستان، ولكنها لا تزال قلقة بشأن المتطرفين المسلمين الذين لهم صلات بتنظيم "القاعدة"، فمن الممكن أن ينتقلوا إلى إقليم "شينغيانغ".

من جانبه، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الباكستانية، محمد فيصل، إن "وسائل الإعلام الأجنية تصور الوضع بطريقة مبالغ فيها"، مضيفا:أن "جزءاً من وسائل الإعلام الأجنبية يحاول إثارة الوضع من خلال نشر معلومات خاطئة."

وتطلق بكين اسم "مراكز التعليم المهني" على المخيمات، وتصر على أن هؤلاء المعتقلين يتم تدريبهم على مهارات تسويقية على أساس طوعي من أجل القضاء على الفقر وإدخال الأقليات في عالم حديث متحضر.

وقال فيل روبرتسون، نائب مدير قسم آسيا في منظمة "هيومن رايتس ووتش":"إن الصين في الحقيقة لا تقنع أي شخص بهذا الإنكار الهستيري للمزاعم الجدية للعمل بالسخرة في معسكرات احتجاز الأويغور"، لافتاً الى "أن الصين لها تاريخ طويل في استخدام العمل بالسخرة ضد السجناء السياسيين والأشخاص الذين لا يعملون لصالح الحكومة، ولا يحققون أغراضها."

قد يهمك أيضًا:هجوم عنيف على كلية زراعة في باكستان ومقتل 9 طلاب

دونالد ترامب يحبس الأنفاس أمام مستقبل البرنامج النووي الإيراني