الرئيس رجب طيب أردوغان

هناك مثل شعبي تركي قديم، يقول: "تركي من دون شارب كمنزل من دون شرفة". ولأن هذا المثل يؤمن به الرئيس رجب طيب أردوغان منذ امتهانه كرة القدم في شبابه، فقد دعا أعضاء الحكومة التركية ومسؤولي حزب "العدالة والتنمية" الحاكم إلى "إطلاق الشارب"، متأثرًا بثقافة الشارب في التاريخ العثماني. وهذا ما يكشف سر المظهر الجديد لمعظم رجال الدولة.

في العام الماضي، أطلق أردوغان دعوة لإطلاق الشوارب بين صفوف مسؤولي الحكومة التركية والحزب الحاكم، قائلاً: "أتركوا الشارب"، خلال أحد اجتماعات الهيئة العليا لحزب "العدالة والتنمية"، لاختيار خليفة رئيس الوزراء السابق أحمد داود أوغلو.

ويقول بعض المحللين إن هذا الأمر ليس مصادفة، بيد أن تربية الشارب له مغزى سياسي كبير في تركيا، فهو بمثابة إعلان للولاء للرئيس التركي، ليكون بذلك الشارب مظهرًا مرافقًا لإجراءات ما بعد الانقلاب الفاشل التي كان أبرزها حملة الاعتقالات والإقالات التى طالت عشرات الآلاف من الموظفين والعسكريين.

وأبرز الوزراء الذين أطلقوا شواربهم هو وزير الخارجية مولود جاويش أوغلو، الذي كان دومًا يظهر حليق الشارب، لكنه في الأيام الماضية كان شكل شاربه يلفت النظر أكثر من تصريحاته، التي غلب عليها التكرار في الفترة الأخيرة. وقد لحق به وزير العدل بكير بوزداغ الذي بدأ يظهر بشاربه الذي في الفترة الأولى لنموه.

وعلقت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية على هذا الأمر قائلة: "لا يعد الشارب أمرًا جديدًا في الحكومة التركية، فرئيس الوزراء بن على يلدريم، لديه شارب، ومن قبل كان أحمد داوود أوغلو، فلا يمكن القول إنه أمر من الحكومة بذلك، وإنما له علاقة بالعثمانية التي يحاول النظام التركي إحياءها، والتى كان الشارب أحد المظاهر المرتبطة بسلاطينها".

وأضافت: أن "إطلاق بعض الوزراء شواربهم في هذا التوقيت، من قبيل الإيحاء بالقوة والتمكن، والشارب لديه مكانته لدى الأتراك، ويوحى بالقوة والتمسُّك بالهوية، والرجل بلا شارب عند الأتراك كالمنزل بلا شرفة". وتابعت: "الشارب يُعطى رسائل سياسية بأن تركيا متصلبة، ولن تتنازل في ما يتعلق بتسليم فتح الله غولن، أو ملف حقوق الإنسان".