التظاهرات في كاراكاس

اتجه آلاف المتظاهرين الذين يرتدون ملابس بيضاء، إلى غرب عاصمة فنزويلا، في مشهد يشبه "عبور حائط برلين"، وبعد ثلاثة أسابيع من الاحتجاجات المتمركزة في المناطق الأكثر ثراء في كراكاس، تحولت المسيرة إلى الأحياء الفقيرة في المدينة. وأوضح الخبراء في وقت سابق أن الرئيس نيكولا مادورو، الذي يواجه نقدًا شديدًا سيظل في السلطة، طالما أن نسبة المواطنين الفقراء في فنزويلا لا ترتفع، وارتدى المتظاهرون الذين دعوا إلى إجراء انتخابات واتخاذ تدابير لوقف الحرمان الاقتصادي الذي اجتاح أميركا الجنوبية، ملابس بيضاء تكريمًا لـ 20 متظاهرًا لقوا حتفهم في اشتباكات مع الشرطة الشهر الماضي، وذكرت تقارير في فنزويلا أن المسيرة في كاراكاس لم تواجه أي مقاومة من جانب منفذي القانون.

وشبه المُشرع المعارض فريدي جيفارا، المسيرة التي اتجهت إلى الأحياء الفقيرة في المدينة بـ "عبور حائط برلين"، وشهد الاحتجاج الصامت مشاركة زعماء المعارضة يسيرون مع لف أذرعهم حول بعضهم البعض، متعهدين بمواصلة الاحتجاجات حتى تنفيذ مطالبهم، بشأن الانتخابات، ولقى 12 شخصًا حتفهم في اضطرابات يوم الجمعة، خلال الاشتباكات وأعمال النهب بين عشية وضحاها.

وشمل ضحايا العنف في الشهر الماضي المتظاهرين والمارة الذين تعرضوا لإطلاق النار، ووقعت معظم وفيات الأمس في حي الفالي، وهو من أحياء الطبقة العاملة بالقرب من أكبر قاعدة عسكرية في كاراكاس، وأوضح قادة المعارضة أن مجموعة من الناس أصيبوا بتدفق كهربائي أثناء محاولتهم نهب مخبز يحميه سياجًا كهربائيًا.

وشهد سكان حي الفالي إطلاق نار متكرر على إثر يومين من الاحتجاجات الضخمة، التي اندلعت في شوارع كاراكاس، وأقيمت المتاريس في الشوارع، وتم نهب أكثر من 12 شركة تجارية، ووسط هذا الارتباك، اضطرت الأمهات والأطفال حديثي الولادة إلى إخلاء مستشفى للولادة، مسماة باسم الزعيم الراحل هوغو تشافيز، عندما غمرها الغاز المسيل للدموع.

وألقى قادة المعارضة باللوم على الحكومة لقمع المتظاهرين بالقنابل المسيلة للدموع، ولكنهم وقفوا مكتوفي الأيدي، بسبب نهب الشركات، وفي الوقت نفسه، أشار وزير الخارجية ديلسي رودريجيز بأصابع الاتهام إلى المعارضة، قائلًا إن جماعات مسلحة تسيطر عليها المعارضة هو المسؤولون عن الهجوم فى المستشفى، وقال هنريك كابريليز، المرشح الرئاسي السابق الذي منعته الحكومة من الترشح لمنصب عام "نحن نرفض ولا نقبل هذه التصريحات غير المسؤولة".