مليشيا الحوثي الانقلابية

تناور مليشيا الحوثي على أكثر من اتجاه ومحور، فمع استمرارها في إدارة معاركها العسكرية في مأرب ومناطق أخرى، يواصل قادتها في تضليل العالم فيما يتعلق بالاتجاه نحو التسوية السياسية الشاملة.

تظهر التناقضات بشكل واضح وجلي في الأحاديث التي أدلى بها عدد من قيادات المليشيا، لكنها في مجملها تشرح طريقة تفكيرهم وتعاملهم مع المتغيرات.

من "مسقط" شكك ناطق الحوثيين، محمد عبدالسلام، في جدّية المساعي الأمريكية والدولية لإحلال السلام في اليمن، مشترطا تقديم تنازلات من طرف واحد، مع تمسك المليشيا بكافة امتيازاتها على الأرض عسكريا.

ويأتي موقف آخر من صنعاء على لسان القيادي في المليشيا، مهدي المشاط، ليقدم للسعودية -كما يقول- مبادرة للحل وإنهاء الحرب، لكن بالاشتراطات ذاتها، التي ملخصها: وقف الحصار على الواردات، وفتح مطار صنعاء، مقابل وقف استهداف الأراضي السعودية، واعتبار هجومهم على مأرب غير قابل للتفاوض.

تلعب المليشيا على ورقة التناقضات وانشغال العالم بأزمات أخرى، وتقدم نفسها كورقة تفاوضية ضاغطة على طبق المفاوضات الإيرانية في "فيينا".

تتعامل مليشيا الحوثي بثبات مع مطالبها  التفاوضية، وتتصلب في مواقفها، مستفيدة من خبرات راعيها الإيراني الذي لديه تمرس طويل في المفاوضات، وعدم تقديم أي تنازل بدون مقابل.

يعتقد الحوثي أنه يمتلك العديد من الأوراق التفاوضية، التي أبرزها: الكثافة السكانية الكبيرة في مناطق سيطرته، والتداعيات الإنسانية المترتبة على وجود تلك الكتلة البشرية.

ومازال يفاوض، ولديه سلاح تدميري شامل، يتمثل في سفينة 'صافر'، المهددة بالدمار في أي لحظة، بالإضافة إلى الترسانة الصاروخية التي استطاع الحصول عليها من طهران، والتي باتت خطرا يوميا يتهدد المملكة.

تدرك مليشيا الحوثي أن من وجودها يصبّ في صالح عدد من القوى الإقليمية والدولية، باعتبارها أداة لتعطيل اليمن، والسماح بنشوء كانتونات أخرى، وأن الإرادة الأمريكية والدولية غير جادة للحظة في إنهاء معاناة اليمنيين، أو تحييد مليشيا الحوثي عن المشهد اليمني في وقت قريب.

قد يهمك أيضا

مقتل وإصابة العشرات من عناصر مليشيا الحوثي في حجة

 

مليشيا الحوثي تزج بعناصرها الرافضين البقاء في الجبهات في سجون سرية موزَّعة في عديد محافظات