محكمة بريطانية تسمح بإدخال الكلاب الى قاعتها من أجل تخفيف توتر الناس

في الوقت الذي ينتظر فيه ديفيد في المحكمة من أجل معرفة ما إذا كان سيتم أخذ أولاده بعيداً عنه أم لا، يبدو أن صبره قد نفذ وزاد توتره. ولكن في ذلك الوقت ذهبت تينا غولينغز إلى ديفيد بصحبة كلب صغير، متسائلة: "هل تريد أن تضع يدك على باشي؟". تساءل ديفيد ضاحكاً وهو يلمس رأس الكلب بلطف: "ماذا يفعل هذا الكلب في المحكمة؟ هذا جنون".

في يناير/كانون الثاني الماضي، قررت قاضية أسرة باسكس وسوفولك، لين روبرتس، جلب الكلاب إلى محكمة مقاطعة "تشيلمسفورد". ووافق المتطوعون، الذين يأخذون كلابهم عادة إلى دور الرعاية والمدارس، على جلب حيواناتهم الاليفة إلى مبنى المحكمة من أجل زيارة القضاة والموظفين ورواد المحكمة وأسرهم.

وتعد محكمة "تشيلمسفورد" هي المحكمة الوحيدة في البلاد التي ترحب بالكلاب، ولكن بعد ستة أشهر من القرار تخطط روبرتس لتنفيذ الأمر ذاته في محكمة "ابسويتش" ومحكمة الأسرة. و بالنسبة الى كثير من الناس، تعد تجربة دخول المحكمة هي التجربة الأكثر توتراً في حياته. وقالت روبرتس: بالنسبة الينا فقد فقدنا الشعور بهذا الاحساس لاننا جزء من النظام ولكن المتقاضين هنا يشعرون بالتوتر لأن مستقبل أبنائهم أو زواجهم سيتم تحديده". واضافت: "في الولايات المتحدة يقومون بجلب اللاما والألبكة في دور الرعاية، ولكن أنا لن احاول جلب أي شيء أكبر من الكلب".

ويعد تواجد الكلاب داخل المحاكم أمرًا شائعًا في الولايات المتحدة وكندا وتشيلي، حيث أنه يساعد الأطفال في جميع الأوساط القانونية، وكذلك ضحايا الجرائم والشهود. ولكن تعترف روبرتس أنه لا يوجد دليل ملموس على تأثير هذا الأمر، قائلة: "لا أحد يقول انه علاج ولكنه مجرد اجراء لتخفيف الضغط والتوتر."

وقال القاضي ديفيد فافريكا: "هذه فكرة رائعة، الكلاب لن تغير النتيجة النهائية للقضايا ولكن في وضع قاتم للغاية يمكن لهذا الأمر أن يجعل التجربة أكثر إنسانية." وعلى الجانب الاخر كان القاضي ستيفن هودجز أقل حماساً للفكرة حيث قال: "الناس في بعض الثقافات لا يشعرون عادة بنفس شعور الشعب البريطاني تجاه الكلاب، كما أنه من الممكن أن يشعر البعض بالاشمئزاز اذا اقترب منهم كلاب في لحظة توترهم".