كابتن طيار مارني موس

يعد من غير المألوف رؤية امرأة تعمل قائدةً للطائرة، فبالعادة نرى الطيار هو من يقود الطائرة، ولكن في مقر شركة الطيران "غيت ليتون" توجد كابتن طيار تدعى مارني موس، وهي من بين 4% من النسبة التجارية لعمل السيدات في هذا المجال، وهي من بين عدد صغير حصلوا على هذا المنصب في الشركة وكذلك يحصلون على ترقيات، وأكدت البيانات وجود فجوة في الأجور بين الجنسين أثناء العمل في مجال الطيران، حيث تحصل السيدات فقط على 6%.

وتقول موس إنه أثناء تحليقها ذات مرة وحين علم أحد الركاب السويسريين أن من يقود الطائرة سيدة وكذلك كانت مساعدتها سيدة، اعترض على ذلك، ولكنها قالت إنها ليست متأكدة ما إذا كانت سعيدة بهذا السيناريو، حيث كانت سيدتان على متن الطائرة، في البداية ظنت أن الرجل يمزح، ولكنها بعذ ذلك استاءت جدًا مما حدث.

وأدى هذا الحادث إلى دفع جهود الشركة لتغيير المفاهيم، والتحدث إلى الفتايات في المدارس ومساعدتهن على مزيد من المشاركة والعمل في مجال الطيران، حيث أظهرت استطلاعات الرأي أن الرجال حين كانوا صغارًا قرروا أن يصبحوا طياريين وهم في سن 11 أما السيدات في سن 16، ومنذ ذلك الحين واجهت موس معتقدات غريبة بما في ذلك اعتقاد أحد الصحافيين الرجال أن الهرومونات تتحكم في السيدات ويمكن أن يساهم ذلك في عدم كفائتهن خلال عملية الطيران، وقالت إنه معتقد غريب، ففي الماضي استخدموا الحجج كافة لمنع النساء عن القيام بالمهام الاحترافية.

 

 

وتضيف" إذا لم تشعر أنك تقوم بوظيفتك وتلبي المتطلبات التي تطلب منك خلال اليوم، فلا تفعلها، ولكن السيدات سقمن بذلك، ولم نسمع يومًا أن الرجل الطيار لم يستطع التحليق بالطائرة لأن لدية إنفلونزا".

وكان جد منس يعمل طيارًا، مما دفعها لتقرير اختيار هذه الوظيفة حين كانت صغيرة، قائلة " اعتاد أبي وأمي على السفر  كثيرًا حين كانا صغارًا، ودائمًا ما قالوا اذهبي وشاهدي ماذا يفعل الطيارون".

ولا تتمكن منس من تطوير رخصة طيار خاصة، ولكنها ذهبت إلى الجامعة والتحقت بكلية الطيران، والتي قالت إن تكاليف التعليم هناك تصل إلى 110 ألف جنيه استرليني فقط للتدريب وربما يتطلب الأمر أكثر من ذلك، حتى تضمن وظيفة أيضًا.

وتعمل منس بدوام جزئي، إذ تسعة أيام في الشهر، بدلًا من 18، وهي تقول للسيدات الأخريات الراغبات في العمل في نفس المجال " ما هو رائع في هذ الوظيفة للسيدات، هو أنك القائد حتى لو عملتي بدوام جزئي".

وتوضح " على الرغم من الحواجز في هذا المجال للسيدات، يجب على السيدات دخوله والعمل به، والتدريب والذهاب إلى سوق العمل، فالناس لا تعلم عن قدراتنا شيئًا حتى يرونها".
وبجانب كونها تعمل في مجال الطيران وتحلق بالطائرات، منس هي أم لطفلين، ويعمل زوجها أيضًا طيارًا في نفس الشركة، وتقول " لدينا شبكة دعم جيدة، ولكن نحتاج إلى جليسة أطفال في بعض الأحيان في أوقات متأخرة مثلًا في الساعة 4 صباحًا، إذ لا نكون متواجدين في المنزل".

وقبل الإقلاع، تتأكد منس من وجود طاقم الطائرة واكتماله وأنه جاهز للسفر، وتناقش أي مشاكل فنية في الطائرة، ثم تتأكد من الأمن وبعد ذلك، تأمر بركوب المسافرين