فيكتوريا بندليتون وبن فوجل

في 64 عامًا الماضية منذ أصبح "أدموند هيلاري" أول شخص يمكنه الوصول إلى قمة جبل إيفرست، توفي أكثر من 280 شخصاً في محاولة لمتابعة خطاه، فستة أشخاص فقدوا حياتهم هذا العام وحده، على هذا الجبل الذي لا يهزم، حيث سرعة الرياح تصل إلى 200  ميل في الساعة، في حين أن الشخصيات التي تتسلق التلال الجليدية، قد يحدث لها ما يعرف باسم حمى القمة، وقد يضعوا أنفسهم في أوضاع لا يمكن تصور خطرها  للوصول إلى القمة.

وهذه هي الظروف الغادرة التي سيواجهها مقدم التلفزيون "بن فوجل" والدراجة الاولمبية السابقة "فيكتوريا بندليتون" عندما سيحاولون تسلق إيفرست في مايو/أيار 2018، فهو في الـ 44 وهي في الـ 37 ، ولكل منهم شركاء ففوجل لدية اثنين من الأطفال الصغار من زوجته مارينا وله عمل مزدهر، والقرار لحزم أمتعتهم و محاولة الصعود  إلى ايفرست يمكن أن يكون قاتلا في كثير من الأحيان.

و تقول بندليتون أنها على الأرجح تواجه أزمة في منتصف العمر، وأعترف زوجها "سكوت غاردنر" أنه بالتأكيد لا يريدها أن تذهب قائلاً " في عالم مثالي، أُريد أن أكون قادرا على وقف ذلك، لكنه يعلم أن وقفة لن يجعلها سعيدة ".

وعندما فٌقدت المستكشف البريطاني بنديكت ألين في بابوا غينيا مؤخراً ، كتبت مارينا زوجة فوجل في التلغراف أنها أحست برعشة أسفل عمودها الفقري، بعدها قالت له " ان أيامك من مواجهة التحديات الكبيرة قد انتهت " فعندنا الان أطفال لودو الآن ثمانية، وأيونا ستة .

 ويقول انها كانت على حق في ذلك الوقت، وخصوصاً عندما كان الأطفال أصغر سناً ، ولكن أنا لا أريد دائما أن أكون الشخص الذي فعل تلك المغامرات الكبيرة، أريد أن أكون أب للذي يفعلها وأضاف "انها أنانية مني بالطبع و بعيدة عن الكمال ولكن أعتقد أن مارينا تعرف دائما من أنا، أعتقد أن الجميع لديه شيء يجذبهم إلى شريكهم الذي يحبطهم أيضا ".

وبعد أن اختار أن يعلن تسلقه إلى التلغراف ، يقول بن هو وفيكتوريا أنهما لا يزالا يريدان معرفة بعضهم البعض، ولكن هل هم مستعدون للقيل والقال الذي لا مفر منه، فسوف يكون هناك دائما تكهنات، ويقول فوجيء أنهم يحاولوا كسر التوقعات وتأكيد  أن الذكور والإناث يمكن أن يكونوا مجرد أصدقاء  فقط .

ومقدماً اتفقوا على شيء واحد أنها لن تكون محاولة متهورة، ففي كل عام يتم إحباط مئات المتسلقين بسبب سوء الأحوال الجوية، و تعتبر ايفرست بقعة جميلة، عندما تكون الظروف مناسبة للصعود – و يقوم معظم الناس في مايو/أيار، بقضاء ستة أسابيع صعودا وهبوطا للتأقلم على الجو، قبل أي محاولة للصعود إلى القمة أو "منطقة الموت"، أما فوجل وبندليتون يخططان للقيام بذلك في أربعة . ويقول فوجل: "نحن قد لا نفعلها ولكن علينا أن تقبل ذلك فلقد وعدت عائلتي بأن لا أصاب من حمى القمة ".

و "بيندلتون"  التي أخذت حياتها المهنية بعض المنعطفات غير الجيدة منذ تقاعدها من ركوب الدراجات بعد لندن 2012، تعترف أنها قد تشعر بشكل مختلف لهذ التحدي إذا كان لديها أطفال  وتقول: " أشعر بالكثير بالذنب نحو الأشياء التي أفعلها، وهذا شيء مستمر في اوردتي خلال حياتي" و تضيف " أعتقد أنني كنت سأشعر بالذنب ، إذا كان لدي أطفال فذلك كان سيمنعني " . كأنثى في سن معينة، هناك شيء واحد يجب أن أفعله، على ما يبدو، وهذا هو البقاء في المنزل وجود الأطفال.

وتقول " بيندلتون " أنها تشعر بضغوط هائلة، ولكن فكرة التسلق تروق لها، وقالت الدراجة السابقة التي سبق لها أن تحدثت بصراحة عن كفاحها من أجل مواجهة ضغوط عملها في ركوب الدراجات، أنها لم تشهد هذا المستوى من الضغط منذ ان تركت الرياضة .

كما تقول انها تشبة نفسها الآن أكثر من أي وقت مضى، ولا تستطيع أن تصدق أنها اضطررت إلى الانتظار كل هذا الوقت لترتاح  "، ويشعر كلاهما بالضيق بسبب المهمة الهائلة التي تنتظرهما، فيقول فوجل: "أعرف قليلا عن الجبال، ومعظم الحكايات مأساوية أو مخيفة  أو كوارث" . ويضيف "هذا يجعلني خائف، ولكن الخوف أيضاً جزء من الجاذبية، أعتقد أن الخطر يجعلك شخصا أفضل.

وفوجل لديه أيضاً دوافع شخصية عميقة , فيقول: " ان فقدان ابننا، ويليم الذي توفي  في عام 2014 كان له تأثير عميق علي و من الصعب وصف الحزن علي ابنك الذي لا يهدأ في ذراعيك . وتتخيل ما كانت حياته , لكن موته أعطاني هدفا متجدداً و اريد ان اغتنم اللحظة ولا أندم ".

فعلى ايفرست، سوف يرافق الزوج من قبل اثنين من أدلة  أحدهم المتسلق "شيربا" ، والأخر "كينتون كول" ، وهو بريطاني يبلغ من العمر 44 عاماً الذي تسلق ايفرست 12 مرة، والذي قضى معهم ثلاثة أسابيع في جبال الأنديز البوليفية في أغسطس/آب، وستشهد الأشهر القليلة القادمة مزيداً من التدريبات وسنزور نيبال مع الصليب الأحمر، حيث سنقوم بجمع الأموال و سيكون هناك بعض التصوير وفوجل سوف يسليط الضوء على القضايا البيئية حول الجبال في دوره الجديد كراع الأمم المتحدة من البرية. هذا المشروع كله أصبح ممكنا بفضل صديقها الجميل، الأميرة "هيا بنت الحسين" من الأردن، في ذكرى والدها. ويقول بندليتون  "ستكون الحياة مختلفة بعد ذلك، أنا لا أعرف بأي طريقة حتى الآن، ولكن هذا سيكون له تأثير عميق".