الرئيس التركي أردوغان

قدمت تركيا مناصب دبلوماسية رفيعة في حلف الناتو للمعادين للغرب والموالين لروسيا في انتصار كبير للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، حيث تخلص الرئيس التركي أردوغان من مئات المسؤولين والدبلوماسيين في حلف الناتو بعد محاولة الانقلاب الفاشلة ضده في يوليو/ تموز في خطوة اعتبرها مجلس أوروبا غير قانونية، وتصاعدت المخاوف بعد استبدال المسؤولين ذوي الخبرة  بالقوميين المتطرفين والمسؤولين المعاديين للغرب، وتشير التقديرات إلى تعليق أو إقالة 100 ألف موظف في تركيا مع اتهامهم بدعم فتح الله غولن رجل الدين الذي تزعم الحكومة أنه دبر الانتفاضة في 15 يوليو/ تموز والتي أودت بحياة 240 شخصًا.

وأفاد رئيس هيئة الأركان في حلف الناتو الجنرال كورتيس سكابروتي الأسبوع الماضي أنه تم إحالة نحو 150 ضابطًا تركيًا إلى التقاعد مما شكّل ضغطًا هائلًا على موظفيه، وكتب المفصولين إلى سكابروتي معربين عن قلقهم بشأن استبدالهم، وجاء في أحد الرسائل الإلكترونية المسربة والتي نشرتها التايمز: "لاحظت أنا وزملائي الأتراك ارتفاع عدد القوميين المتطرفين والآراء المعادية للغرب داخل جيشنا ودوائر الدولة، إنه أمر مقلق للغاية لنشهد بعض الوافدين الجدد من تركيا إلى الناتو ولديهم عقلية متطرفة، والبعض يشكك في قيم حلف الناتو وكراهية المنظمات الغربية في ظل الآراء الداعمة لروسيا والصين وإيران".

وكان من بين الذين تم الاستعاضة عنهم اثنين من كبار الضباط  في مكتب الملحق العسكري التركي في لندن، وتعد هذه الخطوة دفعة قوية للرئيس الروسي بوتين في ظل تصاعد التوترات مع حلف الناتو في الوقت الذي تحشد فيه روسيا وجودها العسكري على الحدود الأوروبية، وسيقلل ذلك فعالية حلف الناتو والتي تعتمد على اتفاقيات بين الأعضاء الـ28 للحلف.

ووصف أردوغان الشهر الماضي الموظفين الأتراك المرتبطين بالانقلاب الفاشل ضده بالإرهابيين، ودعا الدول إلى عدم منح الضباط المفصولين من حلف الناتو حق اللجوء لديهم قائلا إلى جريدة "ميليت": "كيف يمكن توظيف الجندي الإرهابي المتورط في مؤامرة الانقلاب في حلف الناتو، ولا يمكن للناتو قبول طلبات اللجوء لهؤلاء المتهمين بالإرهاب".

وأوضح خبراء القانون في مجلس أوروبا، الجمعة، أن عملية التخلص من أفراد الدولة تكسر القانون الدولي والدستور التركي، وأفادت مجموعة فينس "Venice Commission": " التدابير التي اتخذتها الحكومة تجاوزت ما هو مسموح به في الدستور التركي والقانون الدولي"، وأعرب الجنرال سكابروتي عن قلقه بشأن معاملة الضباط لكنه أوضح أنه تلقى تعليمات تفيد بأنه سيتم معاملتهم جيدًا، مضيفًا: "لدي أشخاص موهوبين قادرين هنا والوضع يضغط على العاملين معي".

وبيّن القائد العسكري أنه تمت عزل نحو 300 تركيًا من حلف الناتو من وظائفهم وتم الاستعاضة عن 75 فقط منهم حتى الآن، وليس هناك شك لدى الجنرال بأن الضباط الأتراك ربما تورطوا في محاولة الانقلاب، وتملك تركيا واحدًا من أكبر الجيوش في حلف الناتو وتعد جسرًا إستراتيجيًا نحو الشرق الأوسط ومنطقة البحر الأسود، وكشف الأمين العام للحلف ينس شتولتنبرغ أن بعض الضباط العاملين في الحلف تقدموا بطلب للجوء في أوروبا لكنه امتنع عن الإدلاء بالمزيد من التفاصيل.