ايمانويل ماكرون

قفزت فرنسا لتتخطي الولايات المتحدة وبريطانيا كقوة ناعمة في العالم مع نفوذ عالمي غير عسكري أكثر من أي بلد آخر. وذكرت دراسة خاصة نشرت اليوم الأربعاء، انه في حين ساعد انتخاب ايمانويل ماكرون الي تحسن الوضع في البلاد وارتفعت فرنسا، في حين ان صعود دونالد ترامب إلى البيت الأبيض شهد انزلاق الولايات المتحدة من مركز القمة في العام الماضي إلى المركز الثالث في دراسة القوة الناعمة التي جمعتها شركة العلاقات العامة "بورتلاند للاتصالات" وجامعة جنوب كاليفورنيا.

ويحذر مؤلفو التقرير من أن سقوط بريطانيا "ينبغي أن يكون بمثابة تحذير لما يمكن أن يأتي للنفوذ البريطاني بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي". فالقوة الناعمة تقيس قدرة البلد على تأمين التحالفات الدولية والتأثير على الآخرين من خلال جاذبيته. وتستخدم الدراسة الاقتراع في 25 بلدا والبيانات الرقمية لقياس نفوذ البلد. ويأخذ في الاعتبار عوامل مثل قدرة البلدان على اجتذاب الطلاب الأجانب إلى جامعاتها والسياح اليها، فضلا عن جاذبيتها الثقافية. وكان ارتفاع فرنسا السريع من المركز الخامس العام الماضي، عندما كان في حالة ركود تحت حكم الرئيس السابق الذي لا يحظى بشعبية كبيرة فرانسوا هولاند، ويرجع ذلك جزئيا إلى الانتخابات الوسطى لماكرون في مايو/أيار الماضي.

لكن الدور الدبلوماسي للبلاد لعب أيضا دورا رئيسيا. وتقول الدراسة إن "أكبر قوة في فرنسا تكمن في شبكتها الدبلوماسية الواسعة". لا مثيل لها من حيث العضوية في المنظمات المتعددة الأطراف والدولية، وكذلك في بعثاتها الثقافية الدبلوماسية. مع ماكرون كان هناك وجود لحملة طويلة من أجل التعاون والتكامل، فإنه ليس من غير المعقول أن نتوقع مشاركة فرنسا ونمو النفوذ العالمي ". واضاف التقرير ان فرنسا مازالت ايضا اهم وجهة سياحية فى العالم.

وقال التقرير ان الهجمات الارهابية التي اودت بحياة اكثر من 230 شخصا منذ عام 2015 "لم توقف السياح الذين يتدفقون الى فرنسا وتتمتع بعروضها الثقافية الغنية ومأكولاتها ونمط حياتها". يذكر ان الدول الخمس الاولى هي فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة والمانيا وكندا. وتحتل اليابان المركز السادس بعدما كانت في المركز السابع، وسويسرا في المركز السابع، بينما تراجعت استراليا الى المركز الثامن. ويعزى هذا الاستطلاع إلى تراجع الولايات المتحدة - الذي تراجع من العام الماضي إلى الثالث - إلى تدهور "المشاعر العالمية" نتيجة لسياسة "ترامب" الأميركية الأولى. وأشار إلى أن الولايات المتحدة لا تزال "لا مثيل لها" في التعليم العالي والابتكار التكنولوجي وإنتاج الأفلام والموسيقى والتلفزيون.

وفي الوقت نفسه، يحذر مؤلفو التقرير من أن سقوط بريطانيا - الذي كان أعلى تصنيفات العام الماضي - ينبغي أن يكون بمثابة تحذير لما يحتمل أن يأتي للنفوذ البريطاني بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في غضون عامين. ويقول التقرير: "من الصعب أن نتصور اتجاه السفر للقوة الناعمة البريطانية ... سوف يكون صعودا في المستقبل."