المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل

واجهت المستشارة الألمانية، أنغيلا ميركل، توترًا، الخميس، داخل معسكرها المحافظ المنقسم بشأن قضية الهجرة التي ربما تشكل تهديدًا لمستقبلها السياسي، حيث واجهت تمردًا مفتوحًا من وزير الداخلية المتشدد، هورست سينهوفر، والذي طالما انتقد موقفها المتفتح من اللاجئين، حيث يريد تشديد الرقابة على الرقابة على الحدود.

ماي ترفض مطالب وزير داخليتها

وبعد أن فشلت المحادثات التي جرت بينهما في وقت متأخر من الليل لحل النزاع، عُلقت جلسة برلمانية، يوم الخميس، للسماح للمعسكرات المنافسة، الحزب الديمقراطي المسيحي التابع لميركل، وحزب سينهوفر الواقع في بافاريا، التحضير لمحادثات استراتيجية.

وطالب سيهوفر كجزء من المخطط الرئيسي للهجرة الجديد بإعطاء شرطة الحدود الألمانية الحق في إعادة جميع طالبي اللجوء دون أوراق هوية وأولئك المسجلين بالفعل إلى أماكن أخرى في الاتحاد الأوروبي، وترفض ميركل الفكرة، خوفًا من أن يُنظر إليها في الاتحاد الأوروبي، في الوقت الذي تسير فيه ألمانيا بمفردها، وأنها ستضر ببلدان البحر الأبيض المتوسط المثقلة بالأعباء مثل إيطاليا واليونان، وتعهدت بالسعي إلى الحصول على رد تفاوضي من قبل الاتحاد الأوروبي، الذي يعقد قمته المقبلة في 28-29 يونيو/حزيران، بدلاً من اتخاذ ألمانيا خطوات أحادية الجانب على حساب الأطراف الثالثة في الكتلة.

وأصر حزب سينهوفر على أن ألمانيا لا يمكنها الانتظار لقمة أوروبية أخرى، حيث أعلن رئيس ولاية بافاريا، ماركوس سويدر، أنه "علينا التفكير في السكان المحليين، وليس فقط في بقية أوروبا.".

توقعات بانهيار الحكومة وعقد انتخابات جديدة

وفي هذا السياق، قال ألكساندر دوبريندت، من جامعة ولاية ميشيغان، إن سيهوفر يملك سلطة التصرف دون موافقة ميركل وأمر الشرطة بإعادة المهاجرين، وهو عمل محتمل ويعد تحديًا صريحًا، والذي من شأنه أن يجبر ميركل على فصله من العمل عليه مما يهدد بانهيار الائتلاف.

وأضاف دوبريندت، أن قيادة حزب الاتحاد الاشتراكي الديمقراطي ستجتمع يوم الاثنين لاتخاذ قرار نهائي، يبدو أنه أعطى ميركل مهلة للانسحاب أو مواجهة أزمة حكومية، ووصفت ميركل، يوم الأربعاء، الهجرة بأنها اختبار حاسم لمستقبل أوروبا، لكن القضية تحولت بسرعة إلى اختبار لسيطرة ميركل على السلطة في الداخل.

وقالت صحيفة "بيلد" الأكثر مبيعًا "إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق، فيجب على أنغيلا ميركل أن تصوت على الثقة، ويجب على كل مشرع أن يقرر إما استمرار ميركل في طريقها أو مواجهة مغامرة تسمى انتخابات جديدة".

وأعرب حزب الخضر المعارض عن "قلقه العميق من أزمة حكومية حقيقية"، تضع ألمانيا على مفترق طرق، لاختيار الإنسانية، والتضامن وحكم القانون، أو توديع كل هذه القيم.

النمسا تؤكد رغبتها في مكافحة الهجرة غير الشرعية

ولطالما كان سيهوفر ينتقد بشدة قرار ميركل بفتح الحدود الألمانية في منتصف عام 2015 لتدفق جماعي لأكثر من مليون طالب اللجوء، رغم أن الحكومة فرضت قيوداً صارمة منذ ذلك الحين.وفي ذروة الأزمة، عبر عشرات الآلاف من الأشخاص الفارين من الحرب في سورية والعراق وأفغانستان ودول أخرى، الحدود النمساوية إلى ألمانيا عند جبال الألب، وأدى وصول أعداد كبيرة من اللاجئين، ارتكاب بعض الجرائم البارزة التي يقوم بها المهاجرون منذ ذلك الحين، مما أدى إلى زيادة معارضة الأحزاب اليمنية لوجودهم.

وقاطع سيهوفر يوم الأربعاء، قمة الاندماج، التي تقيمها ميركل، حيث جمع المتطوعين والوكالات التي تدعم اللاجئين، قائلاً إنه اعترض على وجود صحافي ناقد له هناك، وفي نفس اليوم، التقى المستشار النمساوي سيباستيان كورتز، الذي أعلن في مؤتمر صحافي مشترك أن وزراء الداخلية في فيينا وروما وبرلين شكلوا (محور الرغبة) لمكافحة الهجرة غير الشرعية.