كمبوديا

ذكرت "جو نوسلي" محررة السفر لدى صحيفة "ديلي ميل"، والتي قامت برحلة 12 ليلة مع صديقها إلى كمبوديا، "إن أمجاد معبد أنغكور وات  في مدينة سيام ريب والشبح الكئيب في الحقول المظلمة غالبا ما يتبادر إلى الذهن عند التفكير في كمبوديا، ولكن هذا البلد المثير للاهتمام هو الآن يقدم مجموعة من الجزر ذات الشواطئ الرملية غير المزدحمة، والمثالية لقضاء عطلة استرخائية مع جولات للمعابد الشهيرة"..

وغامرت نوسلي وصديقها إلى جزيرة "كوه رونغ"، وهي إحدى أكبر الجزر في البلاد، وقالت: "مثل العديد من الناس، أنا وصديقي أوسكار قد قمنا بزيارة المعالم الشهيرة من هذا البلد المضطرب الذي قتل به الخمير الحمر وهم أتباع الحزب الشيوعي لكمبوتشيا في كمبوديا، وتم تعذيب الآلاف من شعبه، ولكننا هذه المرة كنا نبحث عن شيء مختلف".

وأضافت: بعد زيارتنا معبد أنغكور وات  في مدينة سيام ريب، أخذنا رحلة استثنائية لمدة سبع ساعات بالسيارة إلى الجنوب، عبر الريف الأخضر الخصب والقرى القديمة نلوح للأطفال، وصولا لجزيرة كوه رونغ البعيدة، وهي واحدة من أكبر جزر كمبوديا ونصل إليها عبر رحلة بالقارب ساعة من المدينة الحديثة من المدينة الساحلية سيهانوكفيل.ومع وجود أربع قرى صغيرة للصيد وسلسلة من بيوت الضيافة الصغيرة، اصبحت هذه الجزيرة التي تمتد لمسافة ستة أميال، والتي يبلغ طولها ميلين ويسكنها ما يزيد قليلا عن ألف نسمة، مصدر جذب للسياح  الذين يبحثون عن شعور مريح مع أسعار منخفضة.ما ستجده عند وصولك إلى منتجع سوك سان الرئيسي هناك - حيث بقينا - هو الهدوء. حيث يقع على شاطئ البحر وقد بني ببساطة بالخشب المصنوع محليا، وهو صغير نوعًا ما (الغرف عبارة عن مبنى خشبي بسيط مع شرفة في الجبهة) لكنها رومانسية للغاية، بأسعار تبدأ من 45 جنيه إسترليني فقط في الليلة.

تساءلنا في البداية عما إذا كان يمكننا البقاء لمدة خمسة أيام، ولكن لا حاجة إلى القلق. الفاكهة الطازجة الرائعة تقدم في وجبة الإفطار، كما ان الموظفين ودودين بشكل كبير والهدوء يعم بار الشاطئ. في يومنا الأول، أوسكار، الذي دائما يبحث عن المغامرة، قام بإستأجار سكوتر، للتجول خلال الغابة، وزيارة الخلجان، ما أدى لأن نصبح محاصرين في واد وتتطلب ذلك المساعدة من السكان المحليين للخروج.

وفي المساء قمنا بالتجول بالجزيرة حتى وصلنا إلى مطعم صغير، حيث جلسنا على طاولة على الشاطئ لتناول وجبة محلية مزيجا من التوابل الكمبودية، تتكلف 4 جنيه استرليني.

شعرنا بالحزن الشديد، عندما حان الوقت  لمغادرة البلاد. ولكن كان هناك معبد كبير، منسيا إلى حد كبير، وهو "بانتيي شمار"، وقد اخترنا زيارته، يقع على بعد حوالي 106 ميلا شمال غرب سيام ريب. كان يعني رحلة طويلة أخرى ولكن لحظة وصولنا عرفنا انه كان يستحق كل هذا العناء. يوجد الكثير من زهور اللوتس الوردية تحيط بالخندق القديم ، مع الأشجار المطلة وسط الحرارة العالية، بينما كما كنا نمشي على أنقاض بانتيي شمار، وهو من أهم المعابد في كمبوديا،وجدنا اننا الزوار الوحيدين  له، في حين أن أنغكور وات يحصل على مليون زائر في السنة، وقد بناه الملك جايافارمان السابع في القرن الثاني عشر كإشادة لابنه الذي كان قد قتل في المعارك، وكان هذا المعبد البوذي الشاسع الذي تبلغ مساحته10 آلاف متر مربع خندقا واسعا، وبه ستة برك سباحة و 56 برجا طويلا وقد استغرق 20 عاما للبناء.

وقد نجا منه القليل بسبب مناخ الغابة والأمطار الموسمية التي قد سببت تآكل بعض جدران الأبراج الكبيرة، ثم جاء النظام الوحشي لحزب "الخمير الحمر" في السبعينات، والذي كان "بانتي شمر" واحدا من معاقله الأخيرة وفتح المعبد فقط للجمهور في عام 2007 بعد أن قامت السلطات بإزالة آخر الألغام الأرضية التي انتشرت بالمنطقة وقد قدم  صندوق التراث العالمي والمهندس المعماري البريطاني جون سانداي هناك بعض الترميم من قبل.

في وقت لاحق أكلنا على طاولة تطل على الآثار، وضعت مع مفرش أبيض، وقد عزفت انغام سيرينادد من قبل الموسيقيين الذين يلعبون الألحان الكلاسيكية. كانت أمسية رائعة، وكانت بالنسبة لي عطلة مثالية في بلد يقدم أفضل ما في الماضي والحاضر.