مدينة "ليون" الفرنسية الساحرة

مزيج مذهل من المباني التاريخية القديمة والابتكارات الحديثة، يُبهر الزائر لمدينة "ليون" الفرنسية الساحرة، وتجتمع أيضًا العراقة وكل ما هو حديث في نسج صورة بديعة هي الأنسب لالتقاط الذكريات المميزة. أثناء جولته بالدراجة روى جيوف تجربته مع المدينة قائلاً "أسير بالدراجة عبر نفق  Le Tube الذي يمتلئ بمزيج من الألوان الجذابة، وقبل دقائق كان اللون الأبيض هو السائد في المشهد قبل أن تضاء الأضواء وتنتشر الموسيقى المنبعثة من سماعات الرأس، حتى أصبح المكان مفعما بالحيوية".

 ويقع نفق  Le Tube أسفل تل Croix-Rousse وسط مدينة ليون، ويستخدم النفق راكبي الدراجات والحافلات والمُشاة. وأضاف جيوف: "أستكشف النفق عبر الدراجة مع مرشد للدراجات. في المقدمة يبدو النفق وكأنه حديقة منمقة ثم تتحول الرسومات لتشعرك وكأنه حقل ريفي ومعرض فني تليها بعض صور المدينة وأخيرا تبدو بعض النجوم متلألئة في الفضاء الأسود المخملي".

استكمل: واتجهنا إلى حديقة حيوانات Parc de la Tête d'Or التي تعتبر واحة من الهدوء في هذه المدينة الصاخبة، التي تضم مسارات متسعة للدراجات تشجعك على استكشاف المدينة، وفجأة يمكنك مشاهدة زرافة تطل برأسها من السور ليجتمع الناس حولها، وتضم الحديقة أنواع غريبة من الحيوانات من آسيا وأفريقيا وأمريكا الجنوبية بداية من الأسود والليمور إلى التماسيح والجيبون، كما تضم الحديقة العديد من التمثايل للدببة متعددة الألوان".

أقرأ أيضأ :قصة قرية مصرية أدهشت مبارك في باريس فعاد إليها بالهليكوبتر

وتابع جيوف: " تمتد المشاهد الفنية في جميع أنحاء المدينة وخاصة على ضفتي نهريها الرون والسون، وأمام أحد المباني السكنية  وقفت أشاهد لبرهة من الوقت لأدرك أن المحلات تقع في أسفل مبنى سكني، حيث يطل السكان من الأبواب والنوافذ لكنهم بالفعل مجرد رسومات معمارية على المبنى، فيما شاهدت أحد المباني الجانبية الذي بدى أشبه بصالون من القرن التاسع عشر، وتستطيع القول أن مدينة ليون نقلت الفن في الشوارع إلى مستوى أرقى وأكثر دقة".

وأضاف جيوف "وقت الليل في ليون هو الوقت الحقيقي لسطوع المدينة الجذابة التي تضاء بشكل مذهل خاصة على طول ضفاف النهر، حيث توحد أعمال نحتية وأحواض سباحة دافئة في الهواء الطلق وبارات ومطاعم، وتفتخر ليون بكونها عاصمة الطهي الفرنسية، حيث تضم أكثر من 4 آلاف مطعم، وتوقفنا عند مطعم دانيل ودينيس الذي يقدم طعاما شهيا مع ديكور وأجواء رائعة، بالإضافة إلى مفارش المائدة الحمراء والموظفين النشطاء في جو عائلي رائع، ويقدم المطعم الأطباق الكلاسيكية الفرنسية بالإضافة إلى المأكولات البحرية بشكل احترافي، ويدير المطعم أحد أشهر طهاة فرنسا: جوزيف فيولا الذي يعمل بنفسه في المطبخ ويخرج لتحية الزبائن أحيانا، ويتميز المطعم بأسعار مدهشة، حيث تبدأ قائمة الغداء من 21 يورو فقط".

واستطرت جيوف "بعد الغداء قررت التجول في الجزء القديم من مدينة ليون، حيث يقع فندق Cour des Loges الذي أقيم فيه، ويعود تاريخ الجزء القديم من المدينة إلى عصر النهضة عندما انتقل المصرفيون الإيطاليون الأثرياء إلى السوق وبدأوا في التجارة مع بقية المنطقة، حيث تبدو العمارة في هذا الجزء متأثرة بالطابع الإيطالي، ويتميز المكان بالهدوء والخلو من السيارات، ما يعني أنه يمكن للسكان التجول والاستمتاع بهذا الفن المعماري، ويعتبر التجول حول الفندق بمثابة تعلم درسا في التاريخ، حيث كان الفندق مكون من 4 مبان منفصلة تشترك في الفناء واستغرق الأمر 7 سنوات لتحويلها إلى مبنى واحد، حيث يمكنك رؤية امتزاج فن العصور الوسطى المعامري مع القرن الخامس عشر والسادس عشر والسابع عشر تحت سقف مكان واحد، وفي الحقيقة يعود تاريخ منطقة البار في الفندق إلى عام 1341".

وأكمل جيوف "توفر حديقة الفندق ملاذًا آمنًا من صخب المدينة، حيث تقع في الطابق العلوي وتطل على التل وإطلالات خلابة لمدينة ليون، ومن أفضل المشاهد التي يمكنك رؤيتها كاتدرائية نوتردام التي تقع على قمة التل المطل على المدينة بأكملها، وللوصول إلى هناك يمكنك المشي لمسافة طويلة أو ركوب المترو، لكني اخترت المترو واسمتعت بمشهدا بانوراميا رائعا لنهري المدينة وكل الأشياء التي تقع بين جبال الألب في الخلفية، وعلى الرغم من ازدحام الزوار حولي لكني شعرت بارتياح وأنني في سلام مع العالم"

وقد يهمك أيضا :رحلة سياحية إلى جبال الألب للاستمتاع بالغابات والثلوج في الشتاء

فناء العطور من أفضل الماكن التاريخية في مدينة فرساي الفرنسية