المعمّر ومغني الدان الحضرمي الشهير "يسلم بن هادي بن يسلم بن عبود قهمان"

ودعت محافظة حضرموت المعمّر ومغني الدان الحضرمي الشهير "يسلم بن هادي بن يسلم بن عبود قهمان" ، عن عمر ناهز 115 عامًا ، في موكب جنائزي مهيب، بعد مرض عضال ألم به.

وشهدت مدينة سيئون مساء الاثنين تشييع جثمانه ، بحضور مقادمة ولجان حويف مدن وقرى وادي صحراء حضرموت ، بعد أن صلي عليه في مسجد جامع سيئون ، فقد عانى الفقيد مع المرض فترة طويلة نقل على إثرها إلى مستوصف الوادي في مدينة سيئون. 

وأجرى محافظ حضرموت اللواء الركن أحمد سعيد بن بريك ، اتصالًا هاتفيًا للاطمئنان على صحته وأبدى نيته لتحمل تكاليف علاجه في الخارج، إلا أن المنية وافته مساء السبت.

وقد نعت السلطة المحلية ومكتبي الثقافة والسياحة في حضرموت ، الفقيد "قهمان" ، مثنية بذلك ماقدمه خلال حياته من جهود في إحياء الموروث الشعبي لحضرموت والحفاظ عليه، والذي جعله أبرز  فناني "الدان الحضرمي" ، وشارك من خلاله في عدد من المهرجانات الثقافية المختلفة على المستوى المحلي والعربي.

 ولد مغني الدان "قهمان" في حي السحيل في مدينة سيئون في وادي حضرموت عام 1902م، وبدأ غناء الدان الاصيل مبكرًا في حياته ، وتولع بحضور جلسات وسمرات الدّان التي كان يحييها الشعراء منذ شبابه.

وتمتع "قهمان" بحنجرة ذهبية وصوت مميز، ولقب بـ"البلبل الشادي" من قبل الشاعر الحضرمي الكبير حسين أبوبكر المحضار ، فقد هاجرقهمان في خمسينات القرن الماضي إلى أفريقيا لكسب لقمة العيش، ثم عاد بعدها إلى مسقط رأسه سيئون ، وفي ستينيات القرن الماضي انتقل للعيش إلى المكلا عاصمة محافظة حضرموت ، للعمل فيها، وتعرف خلال وجوده بها بالعديد من مقادمة الحويف وشعرائها أمثال "بانبوع" و"بن حريز"، وفي 1974 عمل قهمان كبستاني في حديقة سيئون الحكومية حتى 1997م.

وتأثر قهمان بكثير من الشعراء والفنانين الحضارم في زمانه، من بينهم "مستور حمادي" ،"حداد بن حسن الكاف"،"سالم عبدالقادر العيدروس"،"كندي"،"ناصر بن ناصر"،"عاشور احمد باشغيوان".

وشغل قهمان منصب مقدم "لعدة" حافة السحيل في سيئون وهي أحد الرقصات الشعبية في حضرموت، منذ عام 2010 وحتى 2016، بعد أن طلب إعفائه لكبر سنه ، وتقلد الفقيد العديد من الأوسمة والدروع في مناسبات واحتفالات وطنية مختلفة في حضرموت وصنعاء وعدن.

ويشكل "الدان الحضرمي" جزءً هامًا من ثقافة حضرموت، ونشاطها الاجتماعي باعتباره ، فن شعبي، وغناء فلكلوري لا يمكن أن يوجد في مكان آخر غير حضرموت ، ويحتوي الدان على طرق غنائية فريدة ترتبط مع المجتمع الحضرمي ، وتجسد انفعالاته وأحاسيسه وأفكارة بطريقة رائعة.