اكتشاف بقايا عظام بشرية في كهف في أسبانيا

كشفت أكثر من 20 قطعة من العظام البشرية في كهف إسباني، عن ممارسات أكل لحوم البشر في العصر الحجري الميسوليثي، مع العثور على أدلة تشير إلى طهي وأكل الموتى، وتعود بقايا العظام إلى فترتين مختلفتين بين 9-10 آلاف عام مضت، وتغطي العظام علامات من الأدوات الحجرية والحرائق وأسنان البشر، واكتشف علماء الآثار بقايا حيوانات ذات علامات ممثالة في نفس الموقع، ولا يزال لغزًا ما إن كان تم ذبج وطهي هؤلاء البشر القدامي كجزء من الطقوس الجنائزية أو نتيجة ندرة الغذاء.

ووصف الباحثون، العلامات الغريبة التي عثروا عليها في 30 قطعة من العظام البشرية في كهوف سانتا ميرا القديمة في إسبانيا في مجلة  "journal of Anthropological Archaeology"، وتم تحديد 3 أجزء من بقايا جماجم، ترجع إلى شخص بالغ قوي وشخص بالغ نحيل وطفل رضيع، وعثر العلماء في بقايا عظام الإنسان والحيوانات على علامات من الأسنان وعلامات الحريق، ومن المعروف أن الأسنان البشرية تترك ورائها قوس مزدوج وحفر ثلاثية معزولة وعلامات خطية ضحلة تمزيها عن الحيوانات المفترسة، وتطابقت العلامات التي وجدت على بقايا البشر مع العلامات التي وجدت على فريسة شائعة بين صيادي العصر الحجري بما في ذلك إبيكس والغزال الأحمر والخنازير البرية والثعالب والأرانب.

وحلل الباحثون البقايا التي عثروا عليها استنادًا إلى مجموعة محدّدة مسبقا لخصائص تشخيص أكل لحوم البشر، والتي تشمل إثباتًا مباشرًا مثل إيجاد عظام بشرية داخل الفضلات البشرية المتحجرة وإثبات غير مباشر وعادة ما يكون دليل على الطهي بجانب عدد من المعايير الأخرى، وباستثناء النفايات البشرية المتحجرة، استوفت البقايا جميع المتطلبات الأخرى، وفي ظل إمكانية ربط هذه الممارسة بالسلوك الطقسي إلا أن الباحثين لاحظوا ارتباط هذا الاكتشاف مع التغير الثقافي في المنطقة خلال مرحلة "Epipalaeolithic-Mesolithic"، وأوضح الباحثون أنّه "لا يمكن تمامًا استبعاد احتمال وجود هذه الممارسات نتيجة الضغط الغذائي الدوري الذي عانى منه السكان".

وأشارت الدراسة إلى ندرة أكل لحوم البشر في العصر الحجري الوسيط، حيث لم يتم اكتشاف أي دليل آخر على هذه الممارسة في البقايا في غرب البحر الأبيض المتوسط، وكتب المؤلفون أنّه "يبدو الاستهلاك البشري نتيجة متطلبات الإجهاد التغذوي غير مرجّح بسبب الموارد الواسعة التي استهلكها سكان العصر الوسيط في المنطقة، وترجع الكمية الصغيرة من العظام البشرية والكربون المشع الذي تحتوي عليه إلى أن أكل لحوم البشر في سانتا مايرا كان حقيقة استثنائية"، ويقول الباحثون إنّه بالنظر إلى الفترة الزمنية فربما لعبت زيادة التعقيد الاجتماعي وطقوس الدفن دورًا في السلوك غير العادي.