استوديو باتريشيا بيتسينيني

التنزه داخل استوديو باتريشيا باتينيني في ملبورن هو أشبه بالتجول خلال مجلس للكائنات الوحشية أكثر منه زيارة لاستوديو فني، تجد بالداخل: وحش يراعي طفل بشري، ونماذج تشريحية مصغرة، وأشكال عضوية تبدو كأنها تتكلم، والكثير من صناديق الريش، ورأس لطفل معروضة على الطاولة، وطائر جارح غير متحرك مصنوع بالكامل من الشعر.

التشابه بين هذه الغرف ومختبر لعلم الحيوان أو كلية جراحة قديمة أمر غير مفاجئ، فهي علمت نفسها الرسم في متحف للتشريح، في مثل ذلك المكان، كما تقول، كانت لديها ميزة: "النماذج التي أرسمها ثابتة دائما".

ومنذ ذلك الحين، اجتذبت الفنانة الأسترالية متعددة التخصصات شهرة عالمية لأعمالها التصويرية التي تصور مخلوقات رائعة هجينة في مثل هذا التفصيل التشريحي المذهل الذي يجعل سكونها يبدو غير طبيعي، هذا العام، أعلن اثنان من صالات العرض الكبرى في أستراليا عن استضافة معارض لأعمال الفنانة: معرض بريسبان للفن الحديث يستضيفون أكبر معرض شامل لأعمالها حتى في العام المقبل؛ وفي وقت لاحق من هذا الشهر، سيُعرض لبيتسينيني سبعة أعمال في معرض هايبر ريال في كانبيرا.

في حين أن مخلوقاتها قد تلمح إلى شيء غامض وغير حقيقي، يبقى إطار عمل بيتسينيني معتمدا على الرصد والمادية كما في غرفة تشريح، تقول: "أنا أحب الواقعية الاجتماعية في القرن التاسع عشر،أظهروا فهم صوروا كيف أثرت الثورة الصناعيةعلى الحياة اليومية للناس، وأنا مهتمة بنفس الشيء في هذا العصر، وهو كيف غير الابتكار التكنولوجي الطريقة التي نرى بها الجسم.

وأدت استطلاعات بيتسينيني حول إمكانية حدوث تغيير في البيولوجيا إلى دفع صحيفة نيويورك تايمز إلى الإشادة بأعمالها: "تماثيل لأشكال من الحياة لا وجود لها"، على مدى السنوات القليلة الماضية وجدت أعمالها، التي تتكون من وحوش ثلاثية الأبعاد بعض أجزاءها مألوف وبعضها غريب، طريقها إلى مجموعات عبر العالم، وكذلك إلى الخيال الشعبي الاسترالي.

في العام الماضي، دعت لجنة حوادث النقل الفنانة لوضع اقتراح حول كيف سيبدو جسم الإنسان من أجل مقاومة حادث سيارة شديد التأثير، وكانت النتيجة "غراهام": شخص مقاوم سميك العنق مع تجويف بالجمجمة، وأكياس من الهواء على صدره، ووصل غراهام إلى الأخبار الدولية، وهذا ليس سوى مثال من بين الكثير من الطفرات الغريبة من الأشكال البشرية والحيوانية التي تصنعها بيتسينيني.

ما هو غريب في أعمال بيتسينيني ليس أن عقل الفنان يمكن أن يستحضر مثل هذه المخلوقات، وإنما التفاصيل الدقيقة التي تضيفها وتجعل كل مخلوق يبدو كأنه من الممكن أن يحيا، ولكن بالنسبة لبيتسينيني، فإن الوحوش التي تخترعها هي النتيجة المنطقية لما هو ممكن في إطار التحولات الجارية بين قوى التطور والقوى البيئية.