بقعة غامضة في مقاطعة “كينت" البريطانية

حدد علماء الآثار بقعة غامضة في مقاطعة “كينت" البريطانية باعتبارها مكان المواجهة الأولى بين روما والبريطانيين القدماء، حيث كان يوليوس قيصر يشتهر بأنه الجنرال الروماني الوحشي الذي يقال إنه "جاء ورأى وغزا"، ولكن لم يكن يُعرف حتى الآن المكان الذي هبط فيه هو وجيشه الروماني في بريطانيا.
 
ويُعتقد أنَّ خليج بيغويل على جزيرة ثانيت هو المكان الذي حاول فيها قيصر لأول مرة النزول عام 55 قبل الميلاد، وبعد ذلك أصبحت محاولته أكثر نجاحًا في 54 قبل الميلاد. ويقع الموقع حاليًا على أكثر من نصف ميل في داخل المقاطعة، ولكن في ذلك الوقت كان أقرب إلى الساحل، ويُطابق رسومات قيصر الخاصة؛ إذ كان يُشاهد على البحر بالقرب من خليج مفتوح كبير، وقد تم تغيير الموقع بفعل تغيير ارتفاع الأرض. وقد بدأ جيشه على الفور ببناء حصن، ويزعم الباحثين من جامعة ليستر، أنَّهم وجدوا المكان الذي بُني فيه.

ويُزعم أنَّ الأسلحة الحديدية، بما في ذلك الرمح الروماني، والفخار التي اكتشف في قرية "إيبسفليت " المجاورة والتي تُطل على الخليج تُشير إلى أنَّها كانت قاعدة رومانية يرجع تاريخها إلى القرن الأول قبل الميلاد. وكانت القاعدة تمتد على حوالي 50 فدانا في الحجم، وكان الغرض الرئيسي منها حماية أسطول قيصر الذي كان على الشاطئ، فيما أدى اكتشاف عمال الطرق الذين وجدوا علامات على حفر دفاعية كبيرة إلى إدراك أنَّ هذا هو المكان المحتمل الذي وضع فيه قيصر قدمه لأول مرة على الأرض البريطانية، كما كان شكل الخندق مشابهًا جدا لبعض خطط الدفاعات الرومانية في أليسيا في فرنسا، حيث وقعت معركة حاسمة في الحرب في 52 قبل الميلاد.

وقال الدكتور أندرو فيتسباتريك، من كلية جامعة ليستر للآثار والتاريخ القديم: "يقع الموقع في إبسفليت على شبه جزيرة ويمتد من الطرف الجنوبي الشرقي من جزيرة ثانيت. ولم يتم اعتبار ثانيت أبدًا موقع نزولٍ محتمل لأنَّه فُصل عن البر الرئيسي خلال العصور الوسطى. ومع ذلك، فإنَّه ليس من المعروف حجم القناة الفاصلة".
 
وقد نشرت آخر دراسة كاملة لغزو قيصر منذ أكثر من قرن. خلال حربه غزا بريطانيا مرتين، في 55 و54 قبل الميلاد، ولكن لم يتم العثور على مواقع نزوله. كانت هناك بعض التكهنات بأنه نزل على بعد 13 ميلا (21 كم) على طول الساحل في ديل، في حين كان الغزو الأول، في أواخر الصيف، وكان غزوًا غير ناجح، وفي وصف قيصر لكيفية ترك السفن في مرساة على شاطئ كبير ومسطح وكيف تضررت سفنه من عاصفة كبيرة اتساق مع وصف خليج بيغويل، الذي يعتبر اليوم أكبر خليج على ساحل "كينت" الشرقي الكبير والمسطح، وفقًا لما ذكره الدكتور فيتزباتريك، وأضاف: "يصف قيصر أيضا كيف كان البريطانيون قد اجتمعوا لصد نزوله في الموقع ولكنَّهم، فاجأوا بحجم الأسطول، فقد كانوا يخفيون أنفسهم في الأرض المرتفعة، وهذا يتفق مع الأرض المرتفعة من جزيرة ثانيت حول رامزيت".