المصور الدنماركي، يواكيم سكيلدسن

عقد المصور الدنماركي، يواكيم سكيلدسن على تصوير الأميركيين الذين يعيشون تحت خط الفقر بعد أن تم تكليفه من قبل مجلة "التايم"، والتي قامت لاحقًا بنشر سلسلة الصور في كتاب يدعى "حقائق أميركية"، وعلى مدى أشهر عدة في عام 2011، وزار سكيلدسن المناطق التي كانت تعاني من أسوأ حالات الفقر، بحسب بيانات التعداد، في نيويورك، كاليفورنيا، لويزيانا، جنوب داكوتا وجورجيا، حيث يتواجد المحاربين القدامى المعاقين، المصابين بالأمراض العقلية، والمهاجرين، والأمهات العازبات والأشخاص الذين يعانون بسبب الكوارث الطبيعية في جميع مدن وضواحي الولايات المتحدة.

وكان لسكيلدسن خيارًا غير محتملاً لهذه المهمة حيث أنه سافر مرة واحدة فقط إلى الولايات المتحدة، ولكنه سافر إلى البرتغال، المجر، اليونان، فنلندا وألمانيا.
حيث كانت نظرة سكيلدسن للولايات المتحدة مبنية على الافتراضات الأولية في الغالب التي تم تصديرها إليه من ثقافة البوب، حيث قال "كانت أميركا هى المكان الذي شاهدته في الصور والأفلام والأغاني".

وأثارت جودة الحياة لدى الناس الذين التقى بهم سكيلدسن ذهوله حيث  كانت مواد البناء مروعة، كما أن هناك اختلاف حاد بين تجارب المهاجرين الذين وصلوا مؤخراً بالمقارنة مع الأميركيين المستقرين في البلاد منذ فترة طويلة، وقال سكيلدسن "إن المهاجرين من أميركا الجنوبية، أو من أماكن أخرى، لديهم حقاً الكثير من الثقافة. فبعض الأميركيين المتواجدين هنا منذ فترة طويلة لم يكونوا فقراء ماليًا فقط ولكنهم كانوا فقراء ثقافيًا أيضًا".

وقال سكيلدسن بعد انتهائه من عمله في كوبا واثناء تكليفه من مجلة التايم: "كنت أفكر في بعض الأحيان أنني أفضل أن أكون فقيرًا في كوبا بدلاً من أكون فقيرًا في أميركا بسبب وجود الثقافة، فعلى الرغم من الوضع الاقتصادي الصعب يوجد هناك نوع آخر من الحياة"، ومع ذلك، لا يتشابه الفقر في الولايات المتحدة مع الفقر في البلدان النامية، فالفقراء الأميركيين لا يزالوا يملكون أعدادًا كبيرة من السلع الاستهلاكية ولديهم عمل ولكنهم غارقون في الديون ويعيشون في مناطق ترتفع فيها معدلات الجريمة.

ويُعد الحد الأدنى للأجور في الولايات المتحدة منخفض للغاية وهو ما يجعل الناس يحتاجون إلى وظائف عدة من أجل توفير أساسيات الحياة. "الحصول على المال لدفع قيمة سيارة في شهر ومن ثم لا يكفي هذا المال لشراء الطعام في الشهر التالي يُظهر الجانب المظلم للحراك الاقتصادي الأميركي"، كما قالت الكاتبة في مجلة التايم، باربرا كيفيات في خاتمة الكتاب.

وعلى الرغم من الصعوبات والحزن، تملك صور سكيلدسن جمال ودفء يوائم المعنى حيث أن المصور الدنماركي استخدم فقط الاضاءة الموجودة في المكان وحامل كاميرا، وكان سكيلدسن لا يجبر أحدًا على التصوير فهو يرغب في دخول بيوت الناس ومعرفة كيف يعيشون في الأماكن المخصصة لهم بشكل طبيعي وغير متكلف. "أردت أن تكون الصور إنسانية للغاية فهم لا يبدون كالفقراء، وأردت أن أروي قصة عن كيف يمكن للنظام أن يكون غريبًا، فهذه السلسلة تنتقد النظام أكثر من الأفراد" .

وقال سكيلدسن إن "الناس فخورون جدًا بأميركا، ومن ناحية أخرى يلقون باللوم عليها. إنهم يشعرون بالظلم والانكسار، ولكنهم في الوقت نفسه يدعمون النظام فهم لا يرغبون في تغيير كل شيء أو أنهم لا يعرفون ما يجب عليهم تغييره".