سرطان البروستاتا

يعاني الكثير من الرجال المصابين بسرطان البروستاتا من بعض الآثار الجانبية للعلاج مثل العجز الجنسي وسلس البول ، ما يتسبب لهم في آلام مضاعفة ، وقد كشف العلماء علاجًا جديدًا يجنب الرجال مخاطر اتلاف الأنسجة السليمة المحيطة بالورم.
 

ويتم حقن الدواء، الذي يجري تقييمه من قبل الأطباء البريطانيين ، لقتل الأورام في الجسم ، واختباره لإبقاء الأنسجة والأعصاب المحيطة بالورم سليمة ، وأشاد الخبراء بالدواء الجديد الذي يسمى "توبساليسين" والذي يمثل تقدمًا كبيرًا في علاج سرطان البروستاتا.
 
والمعروف أن معظم العلاجات الموجودة تحمل مخاطر عالية من اتلاف الأنسجة السليمة المحيطة بالورم ، ويتم تنشيط الدواء الجديد فقط من خلال مادة كيميائية محددة تسمى "مستضد البروستاتا" ، موجودة فقط في البروستاتا.
 
وقال الأطباء إن هذا الدواء يمكن أن يساعد الألاف من الرجال دون أن يكون لهم أثار جانبية شديدة ، وأكد تيم دودريدج ، استشاري جراحة المسالك البولية في مستشفى جامعة ساوثامبتون في إنجلترا ، أنه أمر مثير للإعجاب لأننا نستطيع الآن تقديم دواء نشط فقط في البروستاتا، ولن يضر الأعصاب أو المستقيم أو المثانة ،
ويعد سرطان البروستات أكثر أنواع السرطانات شيوعًا لدى الرجال، حيث يتم تشخيص أكثر من 46،000 شخص في المملكة المتحدة كل عام ، وفي كثير من الحالات، تكون مخاطر السرطان منخفضة ويجري الرجال ببساطة فحص الدم العادي أو المسح الضوئي.
 
وتقدم جراحة أخرى أو العلاج الإشعاعي لعلاج البروستاتا كلها ، ولكن العلاج المتعارف عليه يمكن أن يضر الأعصاب والعضلات والمستقيم ، ويصاب نصف الرجال بمشاكل الانتصاب والضعف الجنسي، وتصل نسبة تسرب البول إلى 20% ، على الرغم من أن كلا المشكلتين يمكن أن تستقر في غضون 18 شهرًا من العلاج.
وتشمل العلاجات الأقل جذرية العلاج الإشعاعي الموضعي ، الذي يستخدم البذور المشعة الصغيرة المزروعة ، وجراحة البرد لتجميد الورم أو الموجات فوق الصوتية المركزة عالية الكثافة، حيث يتم إطلاق حزمة موجات صوتية عالية الطاقة في الجسم لتدمير الخلايا الخبيثة ، ولكن حتى العلاجات المستهدفة مثل "HIFU" يمكن أن يكون لها عواقب وخيمة إذا وصلت الموجات الصوتية  للقرب ملليمترات من الهدف.
 
ووجدت الدراسات السابقة التي أجريت في مستشفى كلية لندن الجامعية أن علاج "توبسالسين" تمكن من قتل الخلايا السرطانية لنحو نصف الرجال الذين يعانون من سرطان البروستاتا المنخفض إلى المتوسط، ولم تكن هناك آثار جانبية كبيرة ، حيث يتم حقن الدواء في البروستاتا من خلال المنطقة بين الأعضاء التناسلية والمرور الخلفي ، كما أن المرضى لديهم مخدر عام ، أو مخدر موضعي مع التخدير العام، وتستغرق العملية مدة 30 دقيقة.
 
ويستخدم الأطباء التصوير بالرنين المغنطيسي وعينات الدم، مع صور الموجات فوق الصوتية، وترسل عبر مجس في المستقيم، لضمان حقن الدواء في الجزء الأيمن من البروستاتا ، ويتم حقن الدواء باستخدام اثنين أو ثلاثة إبر طويلة للوصول إلى البروستاتا، لبضع بوصات داخل الجسم.
 
وأضاف الدكتور دودريدج "البروستاتا تقع في جزء صعب من الجسم ، مما يجعل هذا الدواء الجديد جذابًا جدًا هو أنه يتم تنشيطه فقط في الغدة ، هذا الدواء يمكن أن يكون خطوة هائلة إلى الأمام في الحد من الآثار الجانبية للمرض. "