محاكاة الموت

كشفت الدراسات الحديثة أن الإنسان يظل واعيًا لعدة دقائق عقب وفاته وتوقف أجهزته الحيوية عن الحياة، خلافًا لما كان سائدًا في السابق، ووفقًا لصحيفة "الديلي ميل" البريطانية، أفاد البعض خلال تجارب محاكاة "الموت"، أنهم شاهدوا ضوء في نهاية النفق، بينما يدعي آخرون أنهم طفوا فوق جسدهم، وهم يشاهدون الأطباء ينقذون حياتهم، وتشير الأدلة إلى أن الشخص الذي توفي قد يسمع حتى إعلان وفاته من قبل الأطباء.
 
وكانت النتائج تحاكي فيلم هوليوود الجديد "فلاتلينرز" وهو فيلم رعب أميركي،  بطولة إلين بيدج، والذي يروي قصة مجموعة من الأطباء الشباب يشرعون في تجربة خطيرة  لمعرفة بالضبط ما يحدث في الآخرة بعد الموت، بطريقة كيميائية لوقف قلبهم، وقد قام فريق من كلية الطب في جامعة لانغون في نيويورك بالتحقيق في نفس السؤال من خلال دراسات التوأم في أوروبا والولايات المتحدة من الناس الذين عانوا من سكتة قلبية وعادوا إلى الحياة، في أكبر دراسة من نوعها.
 
من جانبه، قال الدكتور سام بارنيا، صاحب الدراسة، في حديثه مع مجلة لايف ساينس: "كشفت دراستنا أن الإنسان يظل واعيًا بعد توقف أجهزته عن الحياه كأن يمكنه مشاهدة الأطباء والممرضين العاملين وهم يعلنون وفاته، ويكون لديه وعيًا كاملًا بالمحادثات الجارية، ومن الأشياء البصرية حوله، والتي من المفترض ألا تكون معروفة على خلاف ذلك".
 
وأضاف بارنيا، أنه تم التحقق من هذه الانعكاسات بعد ذلك من قبل العاملين في المجال الطبي والتمريضي الذين أبلغوا عن مرضاهم، الذين كانت أجهزتهم متوقفة تمامًا، ويمكن أن نتذكر تفاصيل ما كانوا يقولون، ومن الناحية الطبية، يعرف الأطباء الموت استنادًا إلى توقف دقات القلب، والذي يؤدي فورًا إلى توقف إمدادات الدم إلى الدماغ.
 
وأوضح الدكتور بارنيا: "من الناحية الفنية، هذه هي الطريقة التي نحصل من خلالها على وقت حدوث الوفاة - على أساس لحظة توقف القلب، وبمجرد أن يحدث، فإن إمدادات الدم تتوقف ولا تصل إلى الدماغ، ما يعني أن وظيفة الدماغ تتوقف تقريبًا على الفور، ما يعمل على فقدان ردود الفعل الجذعية للدماغ".

وأشار بارنيا، إلى أن القشرة المخية الدماغية، وهي المسؤولة عن التفكير ومعالجة المعلومات من الحواس الخمس - تصبح مسطحة على الفور، وهذا يعني أنه في غضون 2 إلى 2.20 ثانية، لا يتم الكشف عن أي موجات دماغية على الجهاز الكهربائي، وهذا يثير سلسلة من ردود الفعل من العمليات الخلوية التي تؤدي إلى وفاة خلايا الدماغ، ومع ذلك، فإن هذا قد يستغرق ساعات بعد توقف القلب.
 
ويوضح الدكتور بارنيا حالة الوعي بعد الوفاة، قائلًا "خلافًا لكل التصورات فإن الموت ليس لحظة محددة بل هو عملية عكسية محتملة تحدث بعد المعاناة من مرض خطير أو حوادث عنيفة تتسبب بتوقف القلب والرئتين والدماغ عن العمل، فإذا نجحنا في عكس عملية توقف القلب يكون الإنسان تعرض لسكتة قلبية، أما إذا لم تنجح المحاولات عندها نقول إن المريض قد توفي".