الفول السوداني

تعدّ حساسية الفول السوداني حالة مرضية شائعة خاصة لدى الأطفال، ويمكن أن تتفاوت أعراضها بين هياج بسيط وتفاعل يهدد الحياة (فرط الحساسية). وفي حالة بعض الأشخاص ممن يعانون من حساسية الفول السوداني، قد يحدث تفاعل خطير بمجرد حتى تناول كميات قليلة من الفول السوداني، فعادةً ما تحدث الاستجابة التحسسية تجاه الفول السوداني خلال دقائق بعد التعرض له، وتتراوح الأعراض من خفيفة إلى حادة.

دواء جديد:

وكشف باحثون أميركيون، عن دواء جديد تم تطويره قادرا على تقليل شدة رد الفعل التحسسي، من خلال تخفيف استجابة نظام المناعة لدى الملايين من مرضى حساسية الفول السوداني، والتي يمكن أن تكون قاتلة، وأشار العلماء إلى أن المرضى قريبا يمكن أن يكونوا قادرين على البدء في تناول وجبة خفيفة من الفول السوداني دون خوف على حياتهم.

فعالية الدواء:

وأثبتت التجارب على الفئران فعالية الدواء - حيث وجد الباحثون أن القوارض التي أعطى لها اللقاح كانت محمية من رد الفعل التحسسي. وأشار الباحثون إلى أن الفئران تناولوا ثلاث جرعات شهرية من لقاح الأنف - بنفس الطريقة التي يتلقى بها الأطفال لقاح الأنفلونزا كل شتاء. ويمكن أن تساعد التجارب، التي يقودها أطباء في جامعة ميتشيغان، في تطبيقها على البشر ممن يعانون من حساسية الفول السوداني.

واحد من كل 100 شخص يعاني من حساسية الطعام:

وتشير الأرقام إلى أن حوالي واحد من كل 100 شخص في بريطانيا والولايات المتحدة يعانون من حساسية ضد الفول السوداني، مما قد يؤدي إلى صدمة قاتلة من الحساسية المفرطة. وينصح المرضى الذين يعانون من أعراض شديدة  بحمل جهاز EpiPen الذي يعطيهم جرعة من الأدرينالين لوقف التفاعل التحسسي من جهاز المناعة. ويدور العلاج الموصى به حاليا حول تجنب الفول السوداني، بينما يخوض العلماء معركة لإيجاد طريقة فعالة لمعالجة الحساسية. ولكن الدراسة الجديدة، بقيادة الدكتورة جيسيكا أوكونيك ، قد تؤدي في يوم ما إلى عدم الخوف من تناول الفول السوداني.

وقالت الدكتورة أوكونيك، من مركز الحساسية للأغذية في الجامعة: "نحن نغير الطريقة التي تستجيب بها الخلايا المناعية عند التعرض لمسببات الحساسية، والأهم من ذلك، يمكننا القيام بذلك بعد أن تنشأ الحساسية، والذي يوفر العلاج المحتمل للحساسية عند البشر، ومن خلال إعادة توجيه الاستجابات المناعية، لا يعمل لقاحنا على الحد من الاستجابة فحسب، بل يمنع أيضًا تنشيط الخلايا التي من شأنها بدء تفاعلات الحساسية".

وقبل إعطاء اللقاح للفئران، تطورت لديهم الأعراض من مشاكل في الجلد وحكة على غرار البشر وتم تقييم فعالية اللقاح من خلال مراقبة ردود فعل الفئران، بعد أسبوعين من إعطائهم الجرعة النهائية. وقد تبين أن إعادة توجيه استجابة الخلايا المناعية للفول السوداني، تمنع تنشيط الخلايا التي تحفز إطلاق الجسم المضاد الذي يؤدي إلى أعراض الحساسية. ويأمل العلماء في أن اللقاح يمكن أن يحمي المرضى لأكثر من أسبوعين - لكنهم أشاروا إلى إن هناك حاجة لمزيد من التجارب.

وتأتي الدراسة الجديدة التي نشرت في دورية الحساسية والمناعة "Journal of Allergy and Clinical Immunology" وسط معدلات مرتفعة من الحساسية الغذائية وخاصة الفول السوداني، حيث ارتفعت المعدلات بنسبة 445 في المائة في السنوات العشر الماضية ، وفقاً لتحليل مطالبات التأمين الصحي الخاص التي قدمتها مؤسسة "فيرهيلث".