أطعمة تُساعد في تقليل آلام المفاصل

تُسلّط العديد من الأبحاث العلمية الناشئة الضوء على العلاقة بين نظامنا الغذائي وبين تأثيره على صحتنا، سواء في الوقت الحالي أو في المستقبل، وبينما تدعم الكثير من الأبحاث مقاومة أسوأ الأمراض من خلال ما نأكله إلا أنه ليس هناك دليل على أن إجراء تعديلات بسيطة على النظام الغذائي يمكن أن يساعد في التغلب على أعراض ألم المفاصل المرتبط بالتهاب المفاصل، لكن ربما هناك القليل منها يدعم ذلك. 

يُعدّ اللجوء إلى الإنترنت للحصول على المعلومات أمرا محيرا إذ تحث مئات المواقع على "تناول الأطعمة المغذية للتغلب على التهاب المفاصل"، بداية من الفواكه والخضراوات المضادة للالتهاب إلى البكتيريا المعززة للمناعة إلا أننا لا نعرف مدى صحة هذه المعلومات، ونشرت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية نصائح لخبراء وأطباء رائدين لفرز الحقيقة من الخيال، وكشف أي الأطعمة التي يجب إضافتها لنظامنا الغذائي والتي يمكن أن تساعد في تقليل الألم وتقوية المفاصل.

"الوزن الصحي" مفتاح تخفيف آلام المفاصل
النوع الأكثر شيوعا من التهاب المفاصل هو هشاشة العظام الذي يصيب أكثر من 10 ملايين بريطاني كل عام، ويحدث بسبب ارتداد الغضروف الذي يغطي نهايات العظام، والذي يساعد المفاصل على التحرك بسلاسة، لكن عندما يتخبط، يحاول العظم الموجود تحته إصلاح نفسه، ويمكن أن ينمو بشكل زائد، مما يسبب التشوه ويؤدي إلى أضرار داخلية، تصل إلى الالتهاب والشعور بالألم، ومشاكل في الحركة.

وتشير صحيفة "ديلي ميل" إلى أن الدليل على أن فقدان الوزن يحسن من أعراض التهاب المفاصل واضح، حيث إن المشي يوميا يمثل قوة حمل تعادل واحد ونصف مرة وزن جسمك على كل ركبة، مع كل خطوة، وهو يعني أن الوزن الصحي يقلل من الضغط على المفاصل. 

واكتشف الباحثون في جامعة أوسلو في عام 2016، أن زيادة الوزن تزيد التحصين المناعي في الجسم وتزيد من تورم الأنسجة في المفاصل، وذلك لأن دهون الجسم تنتج مجموعة من الهرمونات والمواد الأخرى وكلما زاد وزنك زادت نسبة البروتينات الالتهابية التي تدعى السيتوكينات والأديبوكينات، والتي يمكن أن تزيد من الألم.

وتقول كاثرين كولينز، أخصائية التغذية في هيئة الصحة الوطني في بريطانيا "NHS": "كان لدي مرضى يعانون من آلام المفاصل لكن بعد أن فقدوا الوزن الزائد لاحظوا انخفاض مستوى الألم بشكل ملحوظ، ويوضح ذلك أن الفائدة لا تقتصر فقط على تقليل الحمل على المفاصل".

حمية البحر المتوسط
ينصح العديد من الأطباء اتباع حمية البحر الأبيض المتوسط الغنية بالفواكه والخضراوات والحبوب الكاملة والبقوليات والمكسرات والمكملة بكميات صغيرة من الأسماك واللحوم الخالية من الدهون وزيت الزيتون، فهي غنية بشكل طبيعي بالمركبات التي تزيد من صحة الجسم مثل مضادات الأكسدة، أوميغا -3 والدهون الأحادية غير المشبعة التي تساعد على صحة القلب، والكربوهيدرات غير المكررة التي تساعده على الهضم.

يقول فيليب كالدر، أستاذ المناعة الغذائية في جامعة ساوثهامبتون، وخبير في الأنظمة الغذائية لالتهاب المفاصل: "نظام البحر المتوسط مليء بالمركبات المضادة للالتهابات، ويحد من الأطعمة التي تعزز الالتهاب في الجسم، وثبت أنه يقدم فوائد صحية بشكل عام، ويمكن أن يساعد في تخفيف آلام المفاصل بشكل كبير".

وحاول استبدال الزيوت التي تحتوي على دهون أوميغا 6 غير المشبعة لأنها يمكن أن تعزز الالتهاب، وتشمل عباد الشمس والذرة وزيوت بذور العنب وبدلا من ذلك استخدم زيت الزيتون وزيت اللفت في الطبخ.

شرائح اللحم
يمكن أن يزيد التهاب المفاصل من خطر الإصابة بفقر الدم، وهو نقص في خلايا الدم الحمراء، وهو أمر ضروري لحمل الأكسجين للجسم. تشمل الأعراض الشعور بالتعب والدوار، وفي حالة التهاب المفاصل الروماتويدي، يمكن أن ينشأ فقر الدم لأن الالتهاب المزمن في الجسم واستخدام الأدوية المضادة للالتهابات على المدى الطويل ينزع الحديد من الجسم، لكن إذا كنت مصابًا بالتهاب المفاصل الروماتويدي وتعتقد بأنك مصاب بفقر الدم، تحدث إلى طبيبك قبل تناول مكمل غذائي، لأنه قد يسبب مضاعفات في الكبد، كما أن هشاشة العظام في حد ذاتها لا تسبب فقر الدم لكن العديد من المرضى من كبار السن توصف لهم جرعات عالية من الكالسيوم للحفاظ على قوة العظام، وهو ما يمكن أن يجعل من الصعب على الجسم امتصاص الحديد، وإذا كنت تتناول مكملات الكالسيوم، فتأكد من تناولها في وقت مختلف عندما تتناول أطعمة غنية بالحديد أو مكمل الحديد.

وتشمل الأطعمة الغنية بالحديد الأخرى البيض والخضراوات الورقية الخضراء والفاصوليا والعدس، وإذا كانت لديك شريحة لحم، قم بتقطيع أي دهون زائدة أو جرّب اللحم المفروم مع البولونيز.

اللبن كامل الدسم أو خالي الدسم
يجعل التهاب المفاصل الشخص أكثر عرضة للإصابة بهشاشة العظام وضعف العظام، وتقول كولينز: "يرجع ذلك جزئيا إلى أن التهاب المفصل يجعل من الصعب على الكالسيوم الوصول إلى العظم، مما يعرضه لخطر الهشاشة"، ويلعب الكالسيوم أيضًا دورًا في جهاز المناعة، وفقًا إلى دراسة أجرتها جامعة بريستول عام 2013، وهو إصلاح الأنسجة.

يمكن الحصول على الكمية اليومية الموصى بها من 700 ملغ بسهولة من ثلاثة أجزاء من منتجات الألبان في اليوم، وكشفت دراسة أجريت على مدى 20 عاما ونشرت في المجلة الأميركية للتغذية هذا العام أن الدهون المشبعة الموجودة في منتجات الألبان لا ترتبط بزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب أو الوفاة على المدى الطويل، ليس هذا فقط، بل الحليب الكامل الدسم يساعدك على امتصاص الفيتامينات A وD وE وK بشكل أفضل، كما أن شرب الحليب الخالي من الدسم لا يضر بمستويات الكالسيوم، مع 300 ملغ في كأس واحدة.