الأطفال في اليمن

كشفت دراسة بحثية، أن معظم الأطفال المراهقين في اليمن، يعانون من اضطرابات ما بعد الصدمة، بسبب الحرب التي تشهدها البلاد منذ أكثر من ست سنوات، وما ترتب عليها من عنف وتفكك أسري وانهيار اقتصادي.

وقالت الدراسة الصادرة عن مركز العربية السعيدة للدراسات، إن “معظم الأطفال في اليمن، من سن 10 – 19 عامًا (أي سن المراهقة) يعانون من اضطرابات ما بعد الصدمة، جراء تأثير الحرب وما رافقها من عنف في الواقع وعبر وسائل الإعلام”.

وتوصلت الدراسة، المعنونة بـ”اضطرابات كرب ما بعد الحرب لدى الأطفال اليافعين في اليمن”، إلى أن الانهيار الاقتصادي المصاحب للحرب، وارتفاع أسعار الغذاء، وما نجم عنه من عنف وتفكك أسري، تسبب بمزيد من الصدمات النفسية بين الأطفال اليافعين.

وذكرت، أنه في ظل الإهمال الأسري وعدم اهتمام المؤسسات الصحية والنفسية على قلتها بالأطفال الذين أصيبوا بصدمات نفسية حادة، خلال فترة الحرب، ضاعف من اضطراباتهم النفسية إذ بلغت مستويات خطيرة يصعب معها تحقيق التعافي النفسي.

وأشارت الدراسة، إلى اليمن تصدرت بلدان المنطقة التي تشهد نزاعات وحروب في معدل مشكلات الصحة النفسية، وأن الحرب وما نتج عنها من تداعيات وأزمة إنسانية بالإضافة إلى التجارب المؤلمة والصدمات النفسية الحادة، أثرت بشكل أكبر على الأطفال اليافعين والمراهقين وأصابت معظمهم بـ”اضطراب كرب ما بعد صدمة الحرب”.

ولفتت إلى الأطفال المصابين بتلك الاضطرابات، وخصوصاً الذين يعيشون في بيئات اجتماعية هشة، مرشحون إلى مزيد من الاضطرابات النفسية الدائمة، ويمكن أن تتطور إلى اختلالات نفسية وعقلية تلازمهم مدى الحياة في حال عدم التدخل العاجل لاستعادة توازنهم.

كما لفتت إلى أن الأشخاص المصابين باضطرابات كرب ما بعد الصدمة هم أكثر عرضة من غيرهم للاستقطاب من قبل الجماعات المتطرفة والتي تمارس العنف، مستعرضة بعضاً من القصص المرضية للأطفال المصابين بالاضطرابات النفسية.

وأوصت الدراسة المؤسسات الصحية والمنظمات العاملة في المجالات الصحية والنفسية، بوضع خطة إنسانية عاجلة للدعم النفسي والاجتماعي واسع النطاق، بما يتيح الوصول إلى الأطفال المصابين باضطرابات نفسية، لاسيما الذين يعانون من نقاط ضعف اجتماعية ونفسية ومعيشية محددة.

كما أوصت، بوضع برنامج عمل مشترك يتيح مساعدة الأطفال اليافعين المصابين باضطرابات كرب ما بعد الصدمة على الوصول إلى الأماكن الصديقة للأطفال، ودعم الصحة البدنية العامة للأشخاص المصابين بالاضطرابات النفسية والعصبية.

وأكدت على أهمية إدراج برامج التوعية بشأن الصحة النفسية ضمن خطط الدعم النفسي لتغيير المفاهيم الخاطئة المتعلق بوصمة الاصابة بالاضطرابات النفسية، وتطوير ثقافة المجتمع حول القبول بالدعم النفسي، وتقبل الأهل للمراهق بكل حالته، واللجوء لطلب مساعدة الطبيب النفسي أو الأخصائي النفسي في حال ملاحظة ظهور اضطرابات ما بعد الصدمة.

قد يهمك أيضا

منن عبدالمقصود تكشف عن شيوع الاكتئاب والقلق في المجتمع المصري

 

دراسة حديثة تكشف خطورة السهر على الصحة النفسية