مناطق الذاكرة

أعلن علماء بريطانيون، عن اكتشافهم عقارًا جديدًا لعلاج واحد من أكثر أنواع الخرف انتشارًا، وهو ما يعد خطوة أقرب للقضاء على مرض الزهايمر نهائيًا، ذلك من خلال كبسولة دوائية جديدة تؤخذ مرتين يومياً وتعرف بإسم "LMTX".

ووفقا لصحيفة "ديلي ميل" البريطانية، فإن العلاج الجديد يحسن إلى حد كبير وظائف المخ للمصابين بالخرف، وقد تمكن وبنجاح من إصلاح الأضرار التي لحقت بدماغ المرضى، الذين خضعوا للتجارب المخبرية، إلى حد بدت معه صور الرنين المغناطيسي وكأنها صور لأشخاص أصحاء تماماً، وذلك بعد تسعة أشهر فقط من الانتظام على الدواء.

وقال المشرف الرئيسي على الدراسة البروفسور غوردون ويلكوك من جامعة أكسفورد لصحيفة ديلي ميل: "لم أر هذا الانتعاش من قبل لإصابات الدماغ وما يعني ان العلاج الجديد هو خطوة اقرب نحو القضاء على ألزهايمر". ووجدت الدراسة التي نشرت نتائجها في مجلة مرض الزهايمر (The Journal of Alzheimer's Disease)، أن "LMTX"، الذي يجري اختباره، يحسن بشكل كبير من قدرات المرضى على القيام بالمهام اليومية مثل الاستحمام وارتداءهم الملابس بأنفسهم، في حين يعزز أيضا قدراتهم على تسمية الأشياء بشكل صحيح وتذكر التاريخ.

وأشار العلماء إلى أن العقار الجديد يحتوي على مادة كيميائية يمكن أن تقضي على الخرف تماماً باستهداف بروتين في الدماغ يسمى الفا سينيوكلاين، وهو واحد من أربعة بروتينات ويقول العلماء إنها مسؤولة عن هذا المرض العصبي المدمر،  وفقا لما ذكرته الشركة المصنعة توركس فارماسيوتيكالز.

وتعمل المادة الكيميائية على تفتيت المواد البروتينية التي يسبب تراكمها في الدماغ تكون كتل صغيرة في المناطق المسؤولة عن الذاكرة فيه، كما يمنع تكون هذه الكتل مستقبلاً، ما يعمل على إبطاء فقدان الذاكرة أو على مكافحة فقدان الذاكرة وبشكل نهائي.

وقام الباحثون من جامعتي أكسفورد وأبردين بدراسة ما يقارب 800 مريض زهايمر من أكثر من 12 دولة حول العالم، وتم إعطاء المرضى جرعتين من الدواء الجديد يومياً وعلى مدى 18 شهراً متواصلاً، وتم فحص تحسنهم في أمور عدة، مثل القدرة على تسمية الأغراض وتذكر الوقت والتاريخ، بالاضافة إلى قدرتهم على تناول الطعام دون مساعدة، واستخدام الهاتف، وغسل ولبس ملابسهم بأنفسهم، والسيطرة على الأمعاء والمثانة تم تقييمها أيضا، مع القيام بإجراء صور رنين مغناطيسي لأدمغة المرضى بعد 9 أشهر.

وصرّح الباحثون، بأن درجة التحسن الظاهرة على صور الرنين المغناطيسي كانت مذهلة وغير متوقعة، بل إنها غير مسبوقة تقريباً في تاريخ الطب عندما يتعلق الأمر بالتعافي من إصابات وتلف الدماغ باستخدام الأدوية.كما تحسنت بشكل ملحوظ قدرة المشاركين على إنجاز المهام مثل تسمية الاشياء بشكل صحيح وتناول الطعام دون مساعدة.

أما بالنسبة للأعراض الجانبية للدواء الجديد، فجاءت بشكل رئيسي على هيئة مضاعفات عرضية في الجهاز الهضمي والمسالك البولية، مما تسبب لوقف العلاج لـ 40 مريضا. يذكر أن مرض الزهايمر يؤثر على حياة ما يقارب 850 ألف شخص في بريطانيا، بينما يؤثر في المقابل على ما يقارب 5.5 مليون شخص في الولايات المتحدة الأميركية. ولا زال الدواء الجديد قيد البحث والتجربة، وإذا نجح بالفعل في تحقيق النتائج المرجوة، فغالبًا سيتم اعتماده بعد فترة 5 سنوات من الآن.