الطلاب والمعلمين

يعتبر القانون من أصعب المجالات الدراسية التي يمكن الحصول فيها على الدرجة الأولى، وأكّد الطالب في العام الثاني في جامعة وارويك، أبيجيل مينور، أنّه "دخلت كلية القانون وأردت أن أكون محاميًا لأكافح من أجل المستضعفين وأحارب الظلم لكنه مجال متخصّص للغاية وفرصتك في الحصول عليه كمهنة ضئيلة جدًا وسرعان ما أدركت أنها تنافسية، لا أريد أن أجعل الأغنياء أكثر ثراء لكني أريد أن أكون واضحًا وحقيقيًا مع ذاتي".

وصممت درجة القانون كمؤهل أساسي من أجل المزيد من التدريب للعمل كمحامي، إلا أن الطلاب والمعلمين يقولون أن دراسة القانون تعلمك الكثير من المهارات المفيدة لأي وظيفة، ويشير راسل ساندبرج رئيس كلية القانون بجامعة كارديف إلى مسح عام 2016 لـ 500 موظف غير قانوني والذين أوضحوا أنهم يفضلون الحصول على درجة في القانون للآخرين للحصول على مهارات متنوعة وقدرة على التعليم والحصول على قدرات قيادية قوية، مضيفًا أنّ"أصحاب العمل يريدون هذا المزيج الفريد من المهارات، ومطلوب منك أن يكون  لديك عين على الصورة الأكبر والأخرى على التفاصيل الدقيقة"، وأوضحت طالبة القانون كاتي باركين أنّ "الحصول على درجة في القانون يطور الكثير من المهارات المفيدة مثل التحليل النقدي وقراءة ومعالجة الكثير من المعلومات بشكل سريع وهي مهارات مفيدة لأي مهنة، وتحتاج إلى المزيد من التدريب العملي للمهن القانونية لكني أعتقد أن الحصول على درجة البكالوريوس تمنحك أساسًا تحليليًا قويًا".

وكشف ينور أنّ "القانون ممل باستثناء الحالات الإجرامية والممتلكات، ليسه ناك الكثير من القراءة، ويجب عليك المرور بالأشياء المملة حتى تصل إلى الأشياء المثيرة للاهتمام"، ويختلف ساندبرج قائلا " إذا شعرت بالممل من القانون فإنك تشعر بالممل من الحياة، ربما لا تعجب مجالات محددة ولكن ستظهر لها مجالات جديدة قريبا، فكل قضية هي قصة، وفي ظل سعي الناس لإنهاء القصة فإنهم يذهبون إلى المحكمة ويقضون المزيد من الوقت من أجلا لخير ويبذلون الوقت والجهد والعاطفة أيضا".

واتخذت باركين الطالبة في السانة الثالثة في جامعة أكسفورد " هناك عناصر مثيرة للاهتمام في جميع المواضيع التي درستها حتى في قانون العقود والذي ربما يبدو مملا للغاية لأنك تحصل على فرصة للمناقشة وانتقاد العديد من العيوب في القانون والنظر في مناهج مختلفة"، وتضيف بولي سميث الطالبة في السنة الثانية في ادنبرة "هناك مفاهيم خاطئة بأشن كونه مثيرا أو مملا إنه يقع في المنتصف، ولكن إذا كان لديك معلمين جيدين وتقوم بقراءات جيدة سيكون الأمر مثيرا للإهتمام".

وأوضح مينور أنّه "إذا نظرت إلى درجة القانون الخاصة بك أنه وظيفة من التاسعة إلى الخامسة ستكون على ما يرام، أقوم بذلك وألعب الرجبي، وإن لم أفعل ذلك سأشعر بضغط كبير من العمل"، ويدعم لوك وليامز الذي يدرس في جامعة خاصة في لندن العمل الذكي لاستيعاب كميات كبيرة من القراءة، مضيفًا "المحاضرات تلخص مواد القراءة وتساعدك في التقاط الأشياء الغريبة التي ربما لا تأتيك في القراءة كثيرا وربما تكون جزء من الإختبار"، وأشارت سميث إلى أنّ "هناك كميات لا حصر لها من القراءة يفترض أن تقوم بها، وأعتقد أن الناس يشعرون بالتنافس بشكل أكبر في القانون عن غيره من المجالات، فالناس في القانون يحاولون الكتابة والتفوق على بعضهم البعض، فهل أذهب إلى نفس الوظيفة في غضون عامين؟"، وفي حين أن معظم المؤهلات القانونية التي تؤهلك لتكون محامي تقدم 7 مواد دراسية أساسية إلا أن النهج يختلف كثيرا، وينصح الأستاذ المشارك في جامعة وارويك، ميبه هاردينغ بأنّ "بعض الأماكن تكون تقليدية للغاية والبعض الأخر يقدمون أنفسهم على اعتبار وجود نهج مختلف، ويمكنك السؤال عن ذلك في الأيام المفتوحة والتحدث مع الطلاب والذهاب إلى مكانين والمقارنة فيما بينهم".

ويتفق المعلمون على أن القانون هو للأشخاص الذين يرغبون في التعامل مع الأفكار، حيث يعد العقل المتسائل أمرًا أساسيًا، ويوضح ساندبرغ أنّ "الأمر يتطلّب شخصًا منفتحًا وفضوليًا ومهتمًا بالعالم من حوله، شخص لديه شغف بالعدالة ومهتم بالحياة"، وبيّن وليامز أنّه "يجب أن تتحلى بالصبر أيضا وأن تكون على استعداد لاستثمار الوقت للسيطرة على الأفكار المعقدة، إن لم تكن تحب العمل في المناطق الرمادية فهذا المجال ليس لك"، وتشير هاردينغ إلى أنه "ينبغي آلا تخاف من طلب التوجيه، وبخاصة أن درجة القانون ربما تكون الأصعب بالنسبة لك، أنت بحاجة إلى مرونة شخصية، إذا اتجهت إلى القانون ربما تفقد بعض المواقف، فكيف ستتأقلم إن لم تستطع التخطيط لشيء ما؟ ربما يؤثر ذلك على الطلاب الذين اعتادوا على القيام بأداء جيد بشكل كبير، حيث يصلوا إلى درجة صعبة حيث لا يقومون بأداء جيد للغاية في الفصل الأول ثم يلتقطون أنفسهم ويبدأون من جديد".